كتاب سبر

نواب الدائرة الخامسة .. ومواعيد عرقوب !

كان عرقوب رجلاً من العماليق فأتاه أخ له يسأله شيئاً،
فقال له عرقوب: إذا أطلعت النخلة فلك طلعها.
فلما أتاه في الموعد قال: دعها تصير بلحاً.
فلما أبلحت قال: دعها تصير زهواً؛
ثم حتى تصير بسراً؛
ثم حتى تصير رطباً؛ ثم تمراً.
فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجَدَّها ولم يعطه شيئاً !… فصار فعل عرقوب هذا مثلا عند العرب بعدم الوفاء بالوعود والعهود.…

وفي هذا قال الشاعر:
صارت مواعيد عرقوب لها مثلا ** وما مواعيدها إلا الأباطيل.

****

لا أعلم لماذا أتذكر هذه القصة كلما رأيت نواب الدائرة الخامسة الذين لا يبالون بسكان الدائرة !…

منذ أن كانت الدوائر 25 وفي انتخابات 1992 بالذات، وناخبو محافظة الأحمدي يسمعون بالوعود تلو الوعود بخصوص المطالبة بأبسط حقوقهم المسلوبة في المحافظة ، هذه الوعود التي يتغنى بها كل مرشح في محافظة الأحمدي -الجميع دون استثناء- وبعد أن يصبح نائبا في المجلس تذهب تلك الوعود أدراج الرياح كالعادة !!… فكل نائب منهم بعد نجاحه، يتفرغ لنفسه وينشغل بحصانته المصانة وينسى أو يتجاهل مأساة سكان المحافظة مع مستشفى العدان الذي تزاحم فيه المرضى حتى خرجوا من النوافذ! مستشفى العدان الذي يدخل من به مرض بسيط ويزيد مرضه عند مشاهدته للزحام الشديد من مواطنين ووافدين، فتسمع صراخ الأطفال الذين تكدسوا في المستشفى، وترى كبار السن من الرجال والنساء في ردهات المستشفى وبعضهم على سرير والمغذي في يده ينتظر دوره في غرفة الملاحظة، ومرضى الملاحظة الذين بدورهم ينتظرون لعل وعسى تفرغ بعض الأسرة في الأجنحة المتكدسة بالمرضى!… ولا ننسى أيضا وعود هؤلاء النواب بإنشاء فروع لكلية التربية الأساسية للبنات والمعاهد التجارية ، وتجاهلهم لمعاناة 50 ‎%‎ من طالبات كلية التربية الأساسية وهن من سكان محافظة الأحمدي وأحد أسباب الزحام المروري على الطرق السريعة رغما عنهم وليس بخاطرهم … فكل تلك الوعود من المطالبة بمستشفيات وفروع للكليات والمعاهد يتحملها ويُسأل عنها نواب الدائرة وليس وزير التربية والصحة لأن من طبع الوزراء عندنا أنهم لا يقومون بأي عمل لمصلحة المواطن إلا بعد الضغط عليهم وتهدديهم بالاستجواب كما هي عادة حكوماتنا ، وأما الأسئلة التي تُقدم من نواب الدائرة لوزير الصحة والتربية ، فهي مجرد حفظ ماء الوجه أو للبر بالقسم فقط، ويفترض أن هذا لم يعد ينطلي على أبناء الدائرة فهم يريدون المستشفى وكلية التربية والمعاهد التجارية على أرض الواقع وليست في مضابط المجلس !…

وهنا نقول لناخب الدائرة الخامسة: أما مللت من التصفيق والهتافات الفارغة للمرشحين في كل انتخابات يتكلمون فيه عن ضرورة وجود مستشفى اخر غير مستشفى العدان ، وضرورة وجود جامعات وكليات ومعاهد في الدائرة ؟
،، يا ناخبو الدائرة الخامسة: هل حاولتم أخذ عهود ومواثيق من المرشح حتى تلزمونه بها في حال تجاهلها ؟
يا ناخب الدائرة الخامسة: من المخطئ نوابك الذين أوصلتهم للكرسي الأخضر وعلى أكتافك أم هو سوء اختيار للمرشح ؟
أتمنى من كل ناخب في الدائرة الخامسة جدية التفكير في هذه التساؤلات لأننا حفظنا وعود نواب الدائرة الخامسة ولم نر شيئا من تلك الوعود ولن نرى أي وفاء لعهد ووعد حتى يرى سائل عرقوب طلع النخلة !