كتاب سبر

هدير رعد الشمال.. سحابة بلا مطر !

في 2016 اجتمعت قوات 20 دولة عربية وإسلامية في شمال شرق السعودية، في أكبر مناورة عسكرية شرق أوسطية شهدتها المنطقة من حيث عدد المشاركين والعتاد العسكري الذي يشمل سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي.. قوات برية وبحرية وجوية تهز الأرض لمدة أسبوعين لكثرة العدد والعتاد في تلك المناورات التي هدفها حماية واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

كانت مناورات رعد الشمال رسالة تهديد ووعيد صريحة لنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه ويشردهم ، وقد أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وقتها أن روسيا الداعمة للنظام السوري ستفشل في إنقاذ بشار الأسد.. وهنا ظهرت “الشيلات” والأشعار التي تمجد رعد الشمال والدول المشاركة فيها وتهدد فيها إيران والنظام السوري والحوثي وحزب الله والحشد الشعبي بالويل والثبور على يد قوات رعد الشمال.

وهنا، صدّق البسطاء من الشعوب بأن زوال نظام بشار وإيران وأذنابها مجرد مسألة وقت، ولم يكتفوا بهذا، بل أن بعضهم علّق وقتها على خبر كاذب من روسيا بأنها ستنسحب من سوريا وقالوا: بأن المناورات لوحدها جعلت روسيا تنسحب من سوريا خوفًا من القوات العربية والإسلامية فكيف إذا دخلت قوات رعد الشمال في سوريا ؟!.. والبعض الآخر انهمك في التفكير في كيفية دخول قوات رعد الشمال إلى سوريا، فهل سيكون الدخول عن طريق العراق بعد أن تدك قوات رعد الشمال الحشد الشعبي في طريقها إلى سوريا ؟!.

في النهاية كانت مناورات رعد الشمال أو هدير رعد الشمال مجرد سحابة مرت على المنطقة مرور الكرام، أرعدت ولها دوي يسمع ولكن دون قطرة مطر واحدة ، ومازال البسطاء يعيشون حلم ذلك الرعد الذي سيصعق العدو في المنطقة وبعدها يهطل المطر وتخضر بعدها المنطقة نتاج المطر الغزير الذي سيتبع هذا الرعد … وفي الحقيقة، انتهت قصة رعد الشمال بعد أسبوعين من المناورات!.

سلطان بن خميّس