عربي وعالمي

ترودو يصف مقتل العائلة المسلمة دهسا في كندا بالهجوم الإرهابي

وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، اليوم الثلاثاء، مقتل عائلة مسلمة بحادث دهس متعمد بأنه هجوم إرهابي.

وذكر، في خطاب أمام مجلس العموم، أن «هذه المجزرة لم تكن حادثا. إنها هجوم ارهابي دافعه الكراهية في قلب احدى مجموعاتنا».

وفي وقت سابق، قال ترودو: «إلى أقارب أولئك الذين أرعبهم فعل الكراهية الذي وقع بالأمس، نحن هنا من أجلكم، نحن أيضاً بكلّ جوارحنا مع الطفل الذي لا يزال في المستشفى ونفكّر به بينما يتماثل للشفاء».

وأضاف «لا مكان لكراهية الإسلام في أيّ من مجتمعاتنا. هذه الكراهية خبيثة وحقيرة، ويجب أن تنتهي».

وأعلنت الشرطة الكندية مقتل أربعة أفراد من عائلة مسلمة وإصابة خامس، هو صبيّ في عامه التاسع، بجروح في هجوم متعمّد نفّذه ليل الأحد – الاثنين في مقاطعة أونتاريو شاب دهسهم بشاحنته الصغيرة بينما كانوا واقفين على الرصيف، مرجّحة أن يكون دافعه كراهيته للمسلمين.

ووقع الهجوم في مدينة لندن الصغيرة في جنوب المقاطعة وقد لاذ منفّذه بالفرار لكنّ الشرطة ما لبثت أن ألقت القبض عليه.

وقالت الشرطة إنّ المشتبه به يدعى ناتانيال فيلتمان (20 عاماً) وقد ألقي القبض عليه في مركز تجاري يبعد 7 كيلومترات عن مكان الهجوم.

ووجّهت إلى الموقوف أربع تهم بالقتل العمد وتهمة خامسة بمحاولة القتل.

وقال بول وايت المحقّق في شرطة المدينة «ثمّة أدلّة على أنّه فعل متعمّد ومخطّط له، سببه الكراهية. نعتقد أنّ الضحايا استهدُفوا لأنّهم مسلمون. ليست هناك أي صلة معروفة بين المشتبه به والضحايا».

والضحايا الذين لم تنشر أسماؤهم هم امرأة مسنّة (74 عاماً) ورجل (46 عاماً) وامرأة (44 عاماً) وفتاة (15 عاماً) يمثّلون ثلاثة أجيال من عائلة واحدة، على ما أوضح إد هولدر رئيس بلدية المدينة.

أما الطفل المصاب فهو صبي في التاسعة من العمر وقد نقل إلى المستشفى وهو يتماثل للشفاء.

وقال هولدر «لنكن واضحين، إنّها جريمة قتل جماعي نفّذت ضدّ مسلمين، ضدّ لندنيين»، مندّداً بـ«كراهية تفوق الوصف».

وأضافت أنّ الهجوم وقع حين كان أفراد الأسرة الخمسة واقفين على الرصيف ينتظرون لعبور التقاطع عندما «صعدت شاحنة صغيرة سوداء على الرصيف ودهستهم».

ولم يعط وايت الكثير من التفاصيل عن التحقيق، لكنّه أشار إلى أنّ الشرطة تراجع منشورات المتّهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف أنّ المشتبه به كان يرتدي لحظة اعتقاله ما بدا أنّها «سترة واقية من الرصاص».

وقال المحقّق إنّ السلطات المحليّة تبحث مع الشرطة الفيديرالية والنائب العام إمكانية توجيه «تهم إرهاب» إلى المتّهم.

في المقابل، قال «المجلس الوطني للمسلمين الكنديّين» إنّه «أكثر من مرتاع ويُطالب بالعدالة بعد هجوم السيّارة المروّع الذي استهدف بدافع الكراهية عائلة مسلمة كانت في نزهة».

ونقلت «إذاعة كندا» عن رئيس المجلس مصطفى فاروق قوله أنّ «هذا هجوم إرهابي على الأراضي الكندية ويجب التعامل معه على هذا الأساس».

كما دعا المجلس السلطات إلى اعتبار «هذا الهجوم المروّع فعل كراهية وإرهاب».

وأعادت عملية الدهس هذه إحياء الذكريات المؤلمة للهجوم المسلّح الذي استهدف في مطلع 2017 مصلّين في مسجد في كيبيك وكان آنذاك أسوأ هجوم على مركز ديني إسلامي في الغرب، إلى أن وقع الهجوم المسلّح الأشد سوءا ودموية واستهدف مسجدين في كرايستشيرش في نيوزيلندا في 2019.