كتاب سبر

High Light
ليزر فلسفي.. أزمتنا إدارية

أزمتنا إدارية وتمثل عائقاً أمام نهضة الكويت وتقدمها ، والسبب يكمن في التعينات البراشوتية التي حدثت سابقاً ؛ نعلم أن سمو رئيس مجلس الوزراء اتخذ مشكوراً جملة قرارات في إتجاه عدم التجديد لبعض تلك التعينات إلاَّ أنها غير كافية ؛ فالجهاز الإداري مترهل ونتج عنه نمط قيادي تسيبي غير كفؤ شغله الشاغل خدمة المتنفذين ومصالحهم الخاصة .

وعليه ؛ نحتاج رؤية واضحة للإصلاح الإداري قادرة بعمق على استيعاب وهضم ثقافة العصر الرقمي الذي أصبح مصدراً هاماً من مصادر القيم التي يتشربها شبابنا ، وحسبك متابعة ما يتم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي لتكتشف الكم الهائل من القيم السلبية التي يتعرض لها هؤلاء الشباب ؛ نحتاج رؤية واضحة في الاختيار ، فكما هو معروف أن القيادة الديمقراطية تسقط كل العلاقات الرأسية ليحل محلها علاقات أفقية أهم ما يميزها أنها إنسانية ، تسعى دائماً إلى تفجير طاقات المرؤوسين من خلال خلق بيئة صالحة رحبة تستوعب الجميع على اختلاف خلفياتهم الإجتماعية والثقافية ؛ فالقاسم المشترك بينهم هو حب الوطن والرغبة الصادقة في تنميته ؛ فالحديث هنا ينصب في اتجاه تنمية قيم المواطنة من خلال المساواة بين المواطنين من جهه والمشاركة في الحكم من وجهة أخرى ؛ ما من شأنه اعتلاء قيمة الولاء قمة هرم النسق القيمي الفردي والمجتمعي ؛ وعليه يكون الولاء مترتباً للكويت أولا ثم للمجتمع بكل مكتسباته وللأسرة وينتهي للمؤسسة مكان العمل .

إن هذا النمط الفلسفي في الإدارة هو : المدخل الصحيح للعودة بمؤسساتنا إلى تكاملها وتوازنها ومرونتها في ظل مبادئ الدستور الذي أكد على تنظيم العلاقات من خلال مبادئ الأخلاق التي تحث على التعامل الإنساني بين المواطنين داخل وخارج العمل .
وعليه ؛ أمام السلطتين التنفيذية والتشريعية مسئولية وطنية عظيمة تتمثل في التوافق حول صياغة قانون واضح وشفاف “لمعايير إختيار القيادي” ولاسيما في وجود نخبة إصلاحية من النواب وفي ظل مناخ سياسي إصلاحي تدعمه القيادة السياسية .

ألا تستحق الكويت وشعبها العظيم ذلك ؟!.

ختاماً : الكويت تأخرت كثيراً وتستحق منا تضافر كل الجهود الرسمية وغير الرسمية لاسترجاع بريقها السابق ؛ لتعود منارةً للحرية والعلم والثقافة والفن والأدب والرياضة بسواعد أبنائها المبدعين والشرفاء ممن يعيشون علي أرضها من أبناء الخليج والوطن العربي.
اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي