هناك موظفون يسعون لخدمة بلدهم وشعبهم بكل إخلاص دون أن يكونوا وزراء في الحكومة أو أعضاء في مجلس الأمة.. ولا هدف لهم إلا الإصلاح والحفاظ على مقدرات ومستقبل بلدهم، وتأكيدا على استحقاقهم لهذا المكان.
وهم كثر، وهنا نخص الدكتور سليمان الحربش والدكتور عايض المري.. الأول “نفض” الملحقية الصحية في ألمانيا بعد الأخطاء الفادحة في الفواتير التي تسبب بديون كبيرة على الكويت لصالح مستشفيات ومصحات علاجية في ألمانيا، وجاء ليصحح الأوضاع، وقد فعل عندما قام باسترجاع مبالغ أكبر من الديون نفسها إلى خزينة الدولة زائد تفريجه عن المرضى الكويتيين في ألمانيا وإزالة العقبات من أمامهم.
والثاني، الملحق الثقافي في القاهرة الدكتور عايض المري الذي انتصر للطلبة ضد جشع وطمع الجامعات وملاكها وفرض عليهم أن يخفضوا الرسوم على الطلبة، وامكانية الطلبة استرجاع الزيادات التي أُخذت منهم في السنوات الدراسية التي سبقت هذا القرار.
وهذان الاثنان، اصطدما ببعض الفاسدين الذين تعطلت مصالحهم في الدول نفسها، ومحليا ممن كانوا مستفيدين من هذا التخبط الإداري.. حتى أن الدكتور عايض المري تعرض لتهديدات بالهاتف عندما كان ملحقا في القاهرة وهذا التهديد طاله وطال أسرته، ومع ذلك ثبت على قراراته الإصلاحية ولم تكسره تلك التهديدات.
وفي الحقيقة أن هؤلاء الدكاترة، كانوا عائقا أمام السماسرة بالخارج وشركائهم في الكويت.. فقد أوقف هؤلاء الدكاترة التلاعب في أموال الدولة والتلاعب في “جيوب” الطلبة، ولكن نَفَس سماسرة الصحة والتعليم وشركائهم المحليين كان أقوى بكثير من النفس الإصلاحي لدى هؤلاء الدكاترة وذلك للنفوذ الذي كانوا يحضون به.
نقطة مهمة:
هؤلاء الإصلاحيون كانوا يقومون بدور الجهة التنفيذية والجهة الرقابية في آن واحد وعلى أكمل وجه، وفي نفس الوقت كانوا بحاجة إلى ركن شديد -أغلبية حكومية ونيابية- حتى يستمروا في العمل الإصلاحي.. ولكن الركن الشديد آنذاك كان منحنيا دائما، خوفا من الرياح الفاسدة التي كانت مستمرة الهبوب !.
سلطان بن خميّس
أضف تعليق