بالأمس كانت القضية في عروس الشلال جزين، عاصمة القضاء، وقبلها في كفرجرة وعبرا، أما بعدها ففي قتالة وكفرحونه وغيرها من القرى، ليأتي اليوم دور بلدة صُبّاح. فهناك في هذه القرية الجزينية النائية، ذات الطبيعة الخلابة، حطّ شبح بيع الأراضي للأجانب رحاله هذه المرة، والهدف، قطعة أرض تبلغ مساحتها 40 ألف متراً وتقع على أعلى تلة في البلدة، حتى أنها وبسبب موقعها الإستراتيجي الكاشف على قرى جزين وبلداتها، شكلت نقطة عسكرية مهمة أيام الإحتلال الإسرائيلي للمنطقة، كما إعتمدتها شركتا alfa و mtc للبث والتغطية الخلوية عبر أعمدتها العملاقة.
وفي التفاصيل أن مجموعة من سماسرة الأراضي في المنطقة نشطوا خلال الآونة الأخيرة على صعيد إتمام هذه البيعة، معتمدين كل الطرق الوهمية للإيحاء بأن الأرض التي ستباع لن تعود ملكيتها الى أجنبي او عربي بل أن أحد رجال الأعمال اللبنانيين هو من يريد أن يشتريها. مسلسل الأكاذيب هذا، سرعان ما سقط وإنكشفت الحقائق التي تقول إن أميرة خليجية تضع عينها على قطعة الأرض هذه في صُبّاح، وهي التي أوكلت مهمة المفاوضات مع المالكين لهؤلاء السماسرة. في البداية، وقبل أن يتدخل أحد، جاء الرفض من صاحبة الأرض المقتنعة تماماً بشعار “أرضك هويتك”، والملتزمة خط بكركي وراعيها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الذي، ومنذ اليوم الأول الذي انتخب فيه بطريركاً لإنطاكيا وسائر المشرق، لم يفوت مناسبة أكانت زيارة أو قداساً أو جولة، إلا وحذر فيها المسيحيين من بيع الأرض وما يمكن أن ينتج عن عمليات البيع هذه من خلل ديمغرافي يشوه هوية البلدات، ويلغي وجود المسيحيين لا سيما في الأطراف، وعلى رأسها قضاء جزين.
وفي المعلومات أيضاً، حسب مانشرته “النشرة” أن صاحبة الأرض رفضت البيع بمجرد إكتشافها أن الزبون هو من غير المسيحيين. تزامناً مع ذلك دخل نواب المنطقة لا سيما النائب زياد أسود على الخط، وكذلك فعلت الرابطة المارونية، واضعة كل إمكاناتها بتصرف صاحبة الأرض، وعلى رأس هذه الإمكانات تأتي الجهود التي تقوم بها الرابطة المارونية للبحث عن زبائن من رجال الأعمال اللبنانيين المسيحيين كل ذلك بهدف شراء أي أرض أراد صاحبها أن يبيعها بعدما ضاق به الوضع الإقتصادي.
وليس بعيداً من صُبّاح، تكشف مصادر رسمية جزينية أن بلدة روم، تشهد حركة ناشطة لمجموعة من السماسرة المحليين، بهدف إتمام بيوعات مماثلة لخليجيين وعرب والأخطر في هذه المعلومات أن قطع الأرض التي يجري التفاوض عليها لا تقل مساحتها عن 30 ألف متر.
إذاً أمام هذه الهجمة الخليجية المستجدة على أراضي قضاء جزين، يمكن لمسيحيي المنطقة أن يتعظوا من تجربة كفرجرة المريرة، هذه البلدة التي بيعت أراضيها بشكل شبه كامل ولدرجة تخطى فيها عدد قاطنيها العدد الإجمالي لناخبيها الأصليين، كل ذلك بسبب المجمعات السكنية الضخمة التي إستوعبت المالكين الخليجيين الجدد من جهة، والإمتداد السكاني الساحلي من جهة اخرى.
قضاء جزين
قضاء جزين هو أحد أقضية محافظة الجنوب الثلاثة ، يحده من الشمال محافظة جبل لبنان و من الشرق قضاء مرجعيون و محافظة البقاع من الجنوب محافظة النبطية و من الغرب قضاء صيدا – الزهراني.
ينحدر قضاء جزين من الشرق ابتداءا من سفوح جبل نيحا هبوطا حتى مرتفعات قضاء صيدا غربا ، و يمتد من مجرى نهر الأولي شمالا حتى حدود اقليم التفاح و مجرى نهر الليطاني في جنوبا, محتلا بذلك مساحة 261 كيلومترا مربعا.
مركز القضاء مدينة جزين و هي أيضا مدينة سياحية تشتهر بمناظرها الطبيعية و ينابيعها و صناعاتها الحرفية, تبعد 68 كيلومترا عن مركز العاصمة بيروت, و حوالي 38 كيلومترا عن مركز المحافظة مدينة صيدا.
يضم قضاء جزين أكبر غابة للصنوبر المثمر في حوض البحر الأبيض المتوسط.
يقدر عدد سكان قضاء جزين القاطنين فيه ب 20500 نسمة يتوزعون على 56 بلدة, منها 35 بلدة فيها مجلس بلدي منتخب ، تعاني هذه البلدات من نسبة مرتفعة للهجرة الداخلية و الخارجية.
والتركيبة الطائفية للقضاء تتألف من :
الموارنة 57 %
الشيعة 22 %
الروم الكاثوليك 14 %
السنة 3 %
الروم الأرثودوكس 2 %
الدروز 1 %
أقليات مسيحية 1 %


أضف تعليق