أقلامهم

حال الدول بين الغنى والفقر .. بين العز والذل .. وأعداء الإسلام يتربصون بنا بفراستهم وخبثهم .. هكذا يتابع الشطي الأحداث منذ بداية العام

د. بسام الشطي

 كيف سقطت الدول؟ 

من يقرأ التاريخ يجد دولا تغيرت من العلو الى الدنو ومن الغني الى الفقر ومن بقاء ملوك وعوائل وقبائل الى تغير كلي كما حصل في الاندلس وغيرها وهناك دول ذهبت وبقيت اسماء تلك العوائل والأسر مسطرة في التاريخ وذاكرته لانها قامت على أساس ديني مرتبط بصفاء العقيدة ولحمة فريدة بين القيادة والعلماء ونسيج فكري وتكويني للسكان متأصلة في نفسية الشعب من شيم وغيرة وعزة نفس حباها الله ومسؤولية محافظة يتحملها الجميع دون ترجيح كفة على اخرى وهذا ما زاد صلابة وتماسك الشعوب وزادت محبتها بهم وتمسكا.

وسنة كونية ان الله يداول الملك بين الناس بعد اختبار وابتلاء.

والمتابع للاحداث المتسارعة في السنة الحالية فقط يجد هذا التغيير ظاهرا للعيان ولا يخفى من تعاون المكر من قبل الاعداء الحاقدين وأساليبهم البطيئة الهادئة والمفترسة احيانا لتقويض أحكام الدين الحق وتقليص نفوذه وحضوره الفاعل في حياة المواطنين ويجد تخطيطا رهيبا ودعما من الخارج فيتذكر ما أشبه الليلة بالبارحة.

فالنمط الاصلاحي ليس قولا وادعاءات بل واقع ملموس يتعامل معه الجميع بوضوح ويتقبل المسؤول النصيحة بقلب امتزجت به مشاعر الحب والولاء وليس بفهم الامور انها تأزيم في تأزيم وينظر من حوله من الجلساء هل هم صادقون أم يفرحون ويعيشون في الأزمات عندما تتصارع الألسن وتتشابك الأيدي «وكله تمام يا أفندم» فهذا لحن القول من أجساد تظهر الولاء وتكتم الحقد الدفين لان وجوههم لها كثير من الأقنعة وتتعدد الولاءات وأصدقها النابع من عقيدة الدين في ولاية الفقيه.

الأيدي المليئة بالفيروسات والبكتيريا الضارة لايمكن ان تعيش في الاستقرار بل تتربص بأهل الايمان الدوائر في الداخل تنفر وتنفذ تعاليم من الخارج لاسقاط الدول ومعهم الليبراليون والعلمانيون «واذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالو انما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون»، يقول السلطان عبدالحميد في مذكراته «والتجديد الذي يطلبون به تحت اسم الاصلاح سيكون سببا في اضمحلالنا، ترل لماذا يوصي اعداؤنا الذين عاهدوا الشيطان بهذه الوصية بالذات، لاشك انهم يعلمون علم اليقين ان الاصلاح هو الداء وليس الدواء، وانه كفيل بالقضاء على هذه الامبراطورية» ص193 وقصر الاصلاح على المبادرة الاوروبية الحديثة فهو هلاك وانحلال وزوال دول الاسلام «علمانية الدولة- الغاء الخلافة- الغاء الشريعة- منع الحجاب- تصاريح رسمية للبغاء والخمور- تحالف وتآلف مع اسرائيل- انحناء ذلة للكيانات القوية في السياسة والعسكرية- وتغيير اللغة العربية… «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» وعندما جاء احد المجوس الى الخليفة عمر الفاروق يهدده فقال «أتيت لاتخشى سلطان السماء فأردت ان اخبرك بأن سلطان الارض لا يخشاك» فالعدو يريد قوة في الموقف وصلابة في الرد الى ان هؤلاء المخالفين يفرضون وصايتهم على الشعب المحب لولاة الأمر غير طرق التأثير المباشر على استصدار القرار وتأتي موافقة لتصريحاتهم في الغالب.

ان الدول التي تمسكت بمن يتفق معهم في الدين دون الخوف من المخالفين هم أصحاب الحب الحقيقي للوطن ويذودون عن حياضه حتى آخر قطرة من دمائهم لان الأرض اسلامية والدفاع عنه وصحبته من الدين ولانريد تفريغ الدين من محتواه الشمولي كما يعلنون في صيحاتهم «الدين الله والوطن للجميع» فهذا خطأ وخطر لزوال الدول لان مقياسه يزيل اعتبار الدين من الحسبة في قواعد الاستقرار وتنزع العديد من التشريعات والقوانين والمعاهدات التي انبنت على الدين الاسلامي بعيدا عن الطائفية المقيتة واذكائها والشعوبية المتباكية على التدوين لتخطف لواء القيادة وتعداد الخيانات والارتباطات الخارجية ونشر الفكر المضاد لزعزعة الوضع وهذه صورة مخجلة وغير مقبولة ومبررة.

قال الشاعر:

 

أرى خلل الرماد وميض نار

وأخشى أن يكون له ضرام

فإن النار بالعودين تذكى

وان الحرب مبدؤها الكلام

فقلت من التعجب ليت شعري

أأيقاظ أمية أم نيام..