أقلامهم

الحساوي يرد على الاتهام الأمريكي للكويت بشأن الارهاب

وائل الحساوي 

أطيعوا أمر كوهين

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا الى كسرى ملك الفرس يدعوه الى الاسلام، فلما جاءه المبعوث وسلمه الكتاب غضب كسرى غضبا شديدا وقام بتمزيق الكتاب ثم قال: يكتب اليّ بهذا وهو عبدي!!

فلما بلغ رسول الله الخبر دعا الله تعالى ان يمزق ملكه، ثم أرسل كسرى اثنين من جنوده في اليمن ليقبضا على رسول الله وليأتيا به، فلما قدما عليه في المدينة أخبرهما بأن ابن كسرى قد تسلط على والده فقتله، فلما تيقنا من الخبر أسلما لأن الخبر يتطلب شهرا كاملا ليصل الى المدينة فكيف عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلته؟!

اشتكى مساعد وزير الخزانة الاميركية ديفيد كوهين من سوء تعاون الكويت مع الولايات المتحدة على صعيد مكافحة تمويل الارهاب وقال: «ونحن نواجه تحديا حقيقيا مع السلطات الكويتية» وأضاف: «الكويت هو البلد الوحيد في مجلس التعاون الخليجي الذي لم يحظر تمويل الارهاب، ومنذ سنوات ندعو الكويتيين الى تبني قانون يحظر تمويل الارهاب، لكن ذلك لم يحصل بعد، ولا أعتقد بوجود أدنى امكانية لصدور القانون قريبا».

لقد تكرر كلام كوهين عن ذلك الموضوع مرارا وكان يثير الامر في كل زيارة لديبلوماسيين كويتيين الى الولايات المتحدة، وهو ما يجعلنا نشعر بأن الولايات المتحدة بقيادة كوهين وربعه مازالت تنظر للكويت ولدول الخليج مثلما كان كسرى ينظر للعرب بعلو واحتقار، ويعتقد بأنه يكفيه اصدار الاوامر لهم ليطيعوا وينفذوا امره!!

ولاشك ان رد وزارة الخارجية الكويتية على اتهامات كوهين كانت قوية وواضحة وكذلك السفير خالد المغامس الذي اكد بأن الكويت تحارب الارهاب بشتى صوره، كما اكد على ان كوهين سبق وأن أثنى على جهود الكويت في محاربة الارهاب عندما زار الكويت. كذلك كان رد وزارة الشؤون على تلك الاتهامات ما يثلج الصدر.

لكن الامر الذي لا يعرفه الكثيرون وهو الذي دعا العديد من النواب في اللجنة المالية لعدم الاستعجال في إقرار قانون مكافحة الارهاب هو ان مسودة القانون هي نسخة مكررة من مذكرة مترجمة حاولت الولايات المتحدة فرضها على الكويت بجميع اخطائها حتى اللغوية، وهي تخلط ما بين قانون غسيل الاموال (الذي وافقت عليه الكويت عام 2003) وما بين محاربة الارهاب، كما ان تقديم الخزانة الاميركية لهذا المشروع هو تدخل في غير اختصاصها، كما ان مشروع القانون يفرض رقابة صارمة على الجمعيات الخيرية وحركة أموالها، وهو ما يريد كوهين تحقيقه من القانون، فهل نسلم رقابنا لـ «كسرى» او لـ «كوهين» تحت مسمى محاربة الارهاب؟!

وأين كوهين من نتنياهو ليفرض على الكيان الصهيوني احترام حقوق اهل البلاد التي يحتلها قبل ان يتكلم عن محاربة الارهاب؟!