عربي وعالمي

كاتب سعودي : إجازة السبت تشبه باليهود

رفض الكاتب الصحفي نجيب عصام يماني في صحيفة “عكاظ” الدعوات التي تطالب باتخاذ يوم السبت عطلة مع يوم الجمعة في المملكة، مشيراً إلى أن السبت يوم عيد لليهود، وإظهاره في بلاد الإسلام أمر مستهجن ولا يحسن الدعوة إليه، كما أن أوقات عمل البنوك والمتاجر ستظل تشترك وتختلف فيها الدول، دون أن يعوق ذلك المعاملات التجارية.

 ففي مقاله “السبت عيدٌ لليهود فلا يجمُلُ اتباعهم فيه” يقول الكاتب: ” نشرت صحيفة الرياض تحقيقاً صحافياً عن اتخاذ يوم السبت عطلة مع يوم الجمعة بدلاً من الخميس، فتكون الإجازة الأسبوعية هي الجمعة والسبت، فكانت كل الأقوال تؤيد هذا الاتجاه، وحجج هؤلاء (وكلهم من رجال الأعمال) أن هذا الإجراء سيسهل للناس التعامل التجاري مع دول العالم الخارجي، حيث إن الإجازة الأسبوعية في تلك الدول هي السبت والأحد؛ فإذا أضفنا يوم السبت في إجازتنا الأسبوعية بدلاً من الخميس فإن الوقت المتاح للتعامل التجاري مع تلك الدول سيكون أوفر وله مردود أحسن بصفة عامة. مضيفين أنه ليس ثمة تعارض مع ديننا الحنيف في هذه المسألة”.

وبداية يؤكد الكاتب أن الدول ستظل تشترك وتختلف في أوقات عمل البنوك والمتاجر، دون أن يعوق ذلك المعاملات التجارية، بقوله: “هذه كلها مغالطات بعضها فوق بعض! أولاً فإن هذا الذي يتحاشون الوقوع فيه هو قائم بين دول العالم كلها في مشارق الأرض ومغاربها، وما أقدم أحد من تلك الأمم على تغيير أعيادهم ولا إجازاتهم. وفارق الزمن (باحتساب ساعات العمل) بين دول أوروبا وغرب أمريكا مثلاً هو نفسه الذي يتكلمون عنه بين المملكة وشرق أمريكا.. ونفس الإشكال واقع بين اليابان ودول شرق آسيا من جهة، وأوروبا وأمريكا من جهة أخرى، فمن أين جاءت هذه الدعوى الباطلة من أن هناك نفعاً تجارياً في تعطيل يوم السبت بدلاً من الخميس؟!.

إضافة إلى أن كماً هائلاً من تعاملات المملكة وتجارتها مع أمريكا قد تحول في السنوات الأخيرة إلى الصين ودول شرق آسيا، بعد أحداث سبتمبر. فتصبح دعاوى هؤلاء والحال كذلك على نقيض مقصدهم في إطالة الوقت المشترك بين تلك الدول”.

ويضيف الكاتب: “هناك مغالطة أخرى في هذه الدعاوى الباطلة؛ ذلك لأنه بسبب التعامل بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) فإن العالم كله في مشارق الأرض ومغاربها أصبح وكأن الناس جميعهم يعيشون في قرية واحدة صغيرة، لا حواجز فيها من زمان ولا مكان”، ثم يتناول الكاتب قضية أن يوم السبت عيد لليهود قائلاً: “وثالثة الأثافي في هذه المغالطات أنهم يزعمون أنه ليس ثمة تعارض في ديننا الحنيف في تعطيل الناس لأعمالهم يوم السبت بدلاً من الخميس.. لا يجهل أحد من أصحاب هذه الدعوى أن السبت عيد ديني لليهود، وأن الأحد عيد ديني للنصارى.. فلقـد شرع الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة عيداً للمسلمين، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع…).. فيكون اتباع تشريعاته فيها من باب العبادة، والعبادة الأصل فيها الوقف؛ بمعنى أنه لا يقدم المرء بشيء فيها ما لم يكن له في الشرع بخلاف العادات والمعاملات إذ الأصل فيها الإباحة، فلا يمتنع المرء عن فعل شيء منها ما لم يكن هناك نهي من الشرع فيه..

ولذلك يصبح طرح مسألة تعطيل يوم السبت في المملكة على طاولة المناقشة أمراً لا معنى له، إذ إن فرض المسألة هنا هو اتباع شرع الله فيها، فلا يكون لطرحها للمناقشة معنى، إلا من باب التقديم بين يدي الله ورسوله”، وينهي الكاتب بقوله: “العبرة إذاً في مسألة تعطيل يوم السبت بما جاء فيه من نصوص شرعية هي في موضع النزاع، وهو أن السبت يوم عيد لليهود، وإظهاره في بلاد الإسلام أمر مستهجن ولا يحسن الدعوة إليه، وهو منزلق لا يؤمن أن ينحدر الناس فيه تحت طائلة قوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)”.