جعفر رجب
منتخب محلس التعاون
عادة نحن الجمهور في المنطقة، ولسنا لاعباً رئيسياً، نشاهد فقط نتابع ونصفق أو نستهجن، وقد نرمي ببعض القناني والحجارة، تعبيراً عن رفضنا لما يحصل حولنا!
فجأة قررنا نحن منتخب «GCC» ان نلعب، وان نتحول الى لاعب رئيسي في المنطقة، وان نشارك في قرارات المنطقة، لبسنا «شورتاتنا وبلوزاتنا»، وقررنا نزول الملعب عبر القفز من المدرجات، والسبب خوفنا ان نفقد حتى حقوق الجماهير! تسحب منا التذاكر، ونكتفي ببيع «البنك» عند أبوابها!
فريق ناشئ قرر أخيراً اللعب، ينقصنا مدرب محترف، تنقصنا الخطة، ينقصنا المهاجم الهداف، والظهير القشاش، وحارس المرمى، وينقصنا المدلك، والطبيب… لا نملك الا رابطة مشجعين في قناتي «الجزيرة» و«العربية»، والجمهور اللاعب رقم 12، وما نحتاجه 11 لاعبا فقط!
أول مباراة كانت محلية، وعلى أرضنا، لم نلعب كفريق واحد، انما كعدة فرق، لم ندافع بذكاء، هاجمنا بفوضوية، دون تسجيل أهداف! لا أحد يشتري دبابة بدلاً من لاعب محترف…! ولا يوجد فريق عاقل يلعب ضد نفسه، ونحن في أول مباراة لعبنا ضد أنفسنا، وخسرنا أنفسنا…! وعندما اعترض الجمهور أنزلنا القوات لقمعها، وقصفنا المدرجات واعتقلنا لاعبي الفريق المنافس!
المباراة الثانية، كانت في ليبيا، عبرنا البحار والصحارى، وأرسلنا الطائرات والسفن، لعبنا مباراة حياة أو موت، اشترينا لاعبين من «الناتو»، دكينا مرمى القذافي بالصواريخ، وقلنا لهم «الى الأمام»، ومازال فريقنا محتاراً، هو بدأ المباراة، ولكن ليس هو من ينهيها، ولا نعرف، إذا فاز الثوار، هل ستحسب النتيجة للثوار، أم لنا، أم للفريق الفرنسي!
المباراة الثالثة، وصلنا متأخرين الى استاد القاهرة، وصلنا بعد انتهاء المباراة، بعد ان انهزم الفريق الحكومي! طالبنا بشطب النتيجة، وعدم محاسبة المدرب، بل وطالبنا بتكريمه! دخلنا في الوقت الخطأ، ولعبنا ضد الفريق الخطأ، ولم نخسر فقط المباراة بل سمعتنا أيضاً، كفريق يدعم اللصوص والحرامية والبلطجية!
المباراة الرابعة نلعبها الآن في اليمن، دخلنا وأوقفنا ستة لاعبين (دفاع)، لفريق علي عبدالله صالح، وطالبنا بإلغاء جميع الأهداف، وايقاف اللعب، واحتساب نتيجة المباراة التعادل بين الفريقين، والكل حبايب! ثم إقامة مباراة اعتزال للرئيس خلال شهر، وعدم محاسبته على جرائمه، بل إعطائه مكافأة شهرية، وبيت بيت، سيارة سيارة، طباخ طباخ…! نظير تخليه عن تدريب فريقه، الفريق الشعبي يشعر بأن الرئيس يخدعهم، ويكسب الوقت ليسجل في الوقت الضائع، وفريقنا في اليمن أيضاً شكله «ضايع»!
أما مع سورية فرغم مرور الأسابيع، مازلنا نسخن على الخط!
أضف تعليق