عربي وعالمي

وكالات الأنباء تتراجع عن نشر صورة لمصرع بن لادن
اختلافات جوهرية في الصورة الأولى لجثة بن لادن

(تحديث1) …
قالت قنوات التلفزيون الباكستانية التى عرضت الاثنين صورة وجه مشوه جزئيا باعتبارها لأسامة بن لادن زعيم القاعدة، أن الصورة ليست صحيحة وسحبتها.
وكانت عدة قنوات خاصة عرضت الصورة مشيرة إلى أنها لم تتأكد من صحة كونها لأسامة بن لادن الذى قتل ليل الأحد الاثنين فى غارة لقوات خاصة أميركية فى ابوت آباد التى تقع على بعد 50 كلم شمال غرب إسلام آباد.
وقال رانا جواد رئيس مكتب تلفزيون جيو فى إسلام آباد لوكالة الأنباء الفرنسية “كانت فى الواقع صورة خاطئة، وكان سبق عرضها على الإنترنت فى 2009”.
وأضاف “قلنا عند بثها أنه لا يمكننا حتى الآن تأكيد صدقيتها وبعد التثبت سحبناها من البث”، وحذت باقى القنوات حذو جيو الأكثر شعبية فى باكستان، وكانت الصورة أظهرت وجها مشوها جزئي.

ولم يعد الأمر مجرد إشاعة أو أنباء منسوبة إلى مصادر ترفض الإفصاح عن نفسها، بل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه يعلن مقتل زعيم تنظيم القاعدة إحدى أخطر الحركات الأصولية المسلحة في التاريخ الإسلامي، والتي اتخذت من الجبال حصونا لها وصدت هجمات الغرب الانتقامية لمافعلته بنيويورك في سبتمبر عام 2011، هل من المقبول أن نصدق بسهولة تصريح أوباما بأنه فعل ماعجز عنه الغرب على مدى نحو عشرة أعوام من الحرب على أفغانستان. ليس أمراً سهلا في ظل وجود مؤشرات مثل تضارب الأنباء عن مكان جثة بن لادن، ونفي حركة طالبان باكستان صحة التصريح الأمريكي.

ورغم أن آخر صورة حية بثت لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي أعلن مقتله اليوم قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد في عملية عسكرية أميركية خاطفة، تعود إلى أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن الصورة الأولى التي بثتها محطات التلفزة الباكستانية لما قيل أنها جثة بن لادن، قد دفعت الخبير الأردني في شؤون التنظيمات الإسلامية المتشددة أحمد أبوالرب إلى التشكيك بالصورة التي بثت لجثة بن لادن، وهي صورة مقربة جدا لوجه لمن يفترض أنه بن لادن، وقد تعرض للتشويه، وأصيب بطلقة بالرأس.

ويؤكد أبوالرب أن بن لادن في سنواته الأخيرة فقد ترك شعر ذقنه بلا أصباغ تعيد إليها السواد، في حين أن من ظهر في الصورة يبدو السواد الشديد في شعر ذقنه، وهذا أول إختلاف يمكن رصده لكل من تابع صور بن لادن في السنوات الأخيرة، وهي صور متاحة بكثافة على شبكة الإنترنت، مؤكدا أن هذا الإختلاف بين صور بن لادن السابقة، وصورته الأخيرة قتيلا، بحاجة الى تفسير مقنع قبل التسليم بأن من قتل هو بن لادن الذي اتبع في السنوات الأخيرة خطة تنقل سرية وبالغة التعقيد.

ويتابع أبوالرب القول أن الإختلاف الثاني في الصورة المفترضة لجثة بن لادن تظهر أن صاحب الصورة صغير الأنف، وهو أمر يخالف تميز بن لادن بكبر في أنفه يعطيه دالة تختلف عن أي وجه آخر، وهو ما يلقي بشكوك حول هوية من قامت القوة الأمريكية بقتله في ساعات الليل أمس، مؤكد أن ظهور صورة يتيمة لابن لادن، ولمنطقة الوجه فقط مع أن الجثة باتت بحوزة الأميركيين، ويفترض أن يكون لهذه الجثة أكثر من صورة ومن زوايا عدة، متسائلا عن أسباب التشويه الذي حصل لوجه بن لادن، في حين أن مكان الطلقة بالرأس واضحة، وأميركا تقول أن العملية كانت نظيفة.

ويختم أبوالرب قائلا: حتى اللحظة فأنا أعلق على صورة ربما تكون افتراضية بمعنى أنها تخيلية، وهذا النوع من الصور يكثر مع الشرح التوضيحي غالبا لعمليات خاصة ودقيقة تنفذها الولايات المتحدة الأميركية.