عربي وعالمي

مؤتمر حضره 50 ألفاً من جماعة السلفيين والإخوان
مصر: الولايات المتحدة الإسلامية قادمة وسيكون لنا خليفة

هل مصر على وشك حرب أهلية طائفية تفقدها كل مكتسبات الثورة التي أذهلت العالم بأسره؟ وهل يستطيع المصريون التغلب على ما يحاك لهم خلف الستار؟ وهل ما يحدث في الوقت الراهن في مصر إحدى صور الثورة المضادة؟ أم هناك نيران تحت الرماد يحاول المصريون عبثاً أن يجملوها بشعارات الوحدة الوطنية؟ تتعدد الأسئلة لكن الواقع المشاهد أن مصر تشهد تطورات خطيرة تتأجج يوماً بعد يوم.

إحدى تلك الصور ما حاوله الأقباط المعتصمون اليوم حيث حاولوا اقتحام مبنى التليفزيون المصرى احتجاجا على أحداث إمبابة والاشتباكات العنيفة بين المسلمين والأقباط حول كنيستى (مارمينا والعذراء)، والتى أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 240 آخرين، بالإضافة إلى إحراق كنيسة العذراء وحدوث العديد من التلفيات بكنيسة (مارمينا) والمحال المجاورة لها، لولا أن رجال القوات المسلحة وقوات الشرطة تمكنا من التصدى لهم وإحباط المحاولة، وفي غضون ذلك قام المعتصمون برشق الواجهة الزجاجية للمبنى بالحجارة مما أدى إلى تحطمها، وطالبوا بتطهير مبنى التليفزيون من قياداته التى وصفوها بـ”الفاشلة”، مرددين (الشعب يريد تطهير الإعلام).

وتأتي الصورة القديمة الجديدة مرة أخرى فيقع الاشتباك بين بعض المسلمين والأقباط المعتصمين بالمنطقة ويتراشقا بالحجارة، مما أسفر عن وقوع بعض الإصابات فى الطرفين قبل أن يتدخل رجال القوات المسلحة لفض الاشتباك وفصل الجانبين.

وفي مشهد آخر تأتي الصورة المقابلة في مؤتمر حضره 50 ألفاً أعلنوا براءتهم من أحداث إمبابة من السلفيين والإخوان بمصر، في مشهد قد يبدو نوعاً من أنواع التهدئة، إلا أن الأحداث التي ضمها المؤتمر الجماهيري الحاشد بحضور الداعيتين الشيخ محمد حسان والدكتور صفوت حجازى، وقيادات من جماعة الإخوان. والشعارات التي رددها الحاضرون خلال المؤتمر: «مبادئنا الشريعة الإسلامية.. عدل ورحمة وإنسانية»، «الإخوان والسلف.. إيد واحدة»، «حاكم حاكم.. يا قرآن»، قد تكون في تصور آخر نوعا من القلق لدى شريحة من ملايين المصريين من الأقباط.

كما أن إعلان الدكتور صفوت حجازى بأن “الولايات المتحدة الإسلامية قادمة، وسيكون لنا قريبا جدا خليفة وإمام يفعل كما كان يفعل هارون الرشيد» مصدر ارتباك لتلك الشريحة، ويزده قول الشيخ محمد حسان «ليس من حق أحد أن يمنع الإسلاميين من أن يعتنوا بدينهم، لأنهم لم ينزلوا على مصر من كوكب آخر، وأحد الأشخاص قال لى: (إنتم ركبتوا الموجه) فقلت له: (إحنا البحر) وهذا البلد دينه الإسلام، والأقباط ما شعروا بالأمان إلا فى ظل الإسلام، وأقول لهم: أنتم لستم فى حاجة للاستقواء بأمريكا والخارج، لأن ديننا يلزمنا بحمايتكم».

ويزيد الأمر قول الدكتور حلمي الجزار، عضو مجلس شورى الإخوان: “نريد أن تكون الأصوات في الصناديق الانتخابية معبرة عن هوية مصر، فهي كنانة الله في الأرض وبلد الإسلام، ونحن نعيش يوم الإسلام في مصر الآن”.

وبالجملة فإن مخاوف تسود في مصر بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، من وصول الإسلاميين إلى الحكم ومن ثم يتراجعون عن المسار الديمقراطي والدولة المدنية.