أقلامهم

البغلي يرصد مواقف الفنانين السوريين من الثورة

 علي أحمد البغلي

الفنانون والثورة.. قل الحق أو اصمت! 

ثورة 25 يناير المصرية نجم عنها قوائم سوداء حوت فنانين ساندوا نظام حسني مبارك المخلوع حتى النفس الأخير، الأمر الذي حز في نفسيات شباب الثورة، فأعلنوا مقاطعة شاملة لأعمالهم، ولكننا واثقون بأن الشعب المصري بطيبته سيتغلب على تلك المشاعر مع مرور الزمن.. وقد استشهدت بقصة منع الهرم المصري الرابع ام كلثوم من الغناء في الاذاعة بعد انقلاب 23 يوليو 1952، بحجة ان ام كلثوم اشادت بالملك فاروق بغنائها قبل تلك الثورة او الانقلاب، فألغى البكباشي جمال عبدالناصر ذلك القرار، الذي عاقب الشعب المصري، أكثر من عقابه لفنانة غنت لسلطان زمانها، الذي كانت الرجال تخر في حضرة وجوده.

* * *

في الشقيقة سوريا التي تغلي بالثورة الشعبية التي حصدت حتى الآن ارواح اكثر من 800 شخص، واضعافهم من الجرحى، واضعاف اضعافهم من المحتجزين من دون مبرر! شن الكاتب والناقد المسرحي السوري الشهير حكم البابا هجوما لاذعا على فنانين مشهورين، مثل دريد لحام، وباسم ياخور، ونضال سيجري، وذلك في صفحته في الفيسبوك. البابا وجه كلامه لهؤلاء الفنانين، فقال «عيب يا فناني سوريا، هذا شعبكم الذي يتظاهر ويموت من اجل الحرية، عيب حديثكم عن المؤامرة الخارجية، والعصابات المسلحة، وأنتم تعرفون ان المخابرات هي التي تعتقل وتعذب وتقتل».. البابا استطرد موجها كلامه للممثل الذي كان يعتبر مثالا للالتزام الوطني والقومي والحريات: «عيب يا استاذ دريد، وأنت تعرف أن شبيحا من آل شاليش عام 1999 تعرض لعائلتك بأقذع الألفاظ، وأن اللواء زهير حمد استدعاك عام 2007 للتحقيق معك، ولم يحترم قيمتك الكبيرة، التي يقدرها الشعب الذي أحبك وأسهم في صنع نجوميتك، ولا يطالب بأكثر من حريته اليوم، وينزل بصدور عارية ليواجه أشرس آلة قمع في التاريخ».

‏البابا وجه كلامه الى باسم ياخور ونضال سيجري اللذين يقومان بحملات تعترض على ما يصدر من بيانات من ‏بعض الفنانين لتخفيف الحصار عن اطفال درعا بالقول، عيب يا أستاذ ياخور، وأنت تعرف الذي فعلوه بعمك في ‏ثمانينات القرن الماضي، وكيف عذبوه في المخابرات، وتعرف إلى أي حد ضايقوا والدك خلال عمله الصحفي، ‏وكيف خونوك بعد أن صورت مسلسل «أيام الولدنة»…‏

ومسلسل «أيام الولدنة» هو مسلسل من بطولة دريد لحام وباسم ياخور، يتحدث عن طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية ‏في سوريا مع المواطنين، وآلية انتزاع الاعترافات منهم من خلال الاكراه والتعذيب. حكم البابا لم يوفر من انتقاداته ‏فنانين آخرين امثال: سلاف فواخرجي ونضال سيجري وسيف سبيعي وهشام شربتجي.. انتقدوا زملاءهم الفنانين، ‏لأن هؤلاء اصدروا بيان مساندة ومناشدة لفك الحصار عن أطفال وسكان درعا..‏

*** 

ونحن نأسف أن يقف فنانون كبار امثال دريد لحام بطل مسرحيات وأفلام أيقظت فينا المشاعر الوطنية مثل: «كاسك ‏يا وطن» و«الحدود»، وباسم ياخور الذي جسد دور «خالد بن الوليد»، وسلاف فواخرجي التي اقتنعنا بأنها ‏‏«اسمهان»، في صف حكومتهم التي كانت ولازالت تستخدم القمع المفرط في مواجهة مطالبات شعبها الشرعية.. ‏كان على هؤلاء الفنانين اذا لم يجدوا في أنفسهم الشجاعة الكافية ويساندوا الثوار.. على الأقل أن يصمتوا احتراما ‏لمشاعر المعجبين بهم ليس فقط في سوريا، وانما في كل انحاء العالم العربي! 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.‏