أقلامهم

الشماغ استثناء ومنعه قرار فني واعتراض الوزير دليل اهتمام بالتوافه .. عبداللطيف الدعيج

عبداللطيف الدعيج 

لا تسيّّس الشماغ

السيد وزير الاعلام وزير المواصلات صرح لاحدى الصحف بان منع لبس «الشماغ» في برامج التلفزيون الرسمية يعتبر تهديدا للوحدة الوطنية، وانه سيشكل لجنة لتوضيح ملابسات الامر ومحاسبة من اصدر قرار المنع.

زين… هذا حد قدرات وزرائنا، وهذا أقصى اهتمام للحكومة. كنا نعيب على اعضاء مجلس الامة الخوض في التوافه او حشر انفسهم في ما لا يعنيهم. الان اصبح وزراء الشيخ ناصر يزايدون في السذاجة والغشامة على اعضاء مجلس الامة.

لا اعرف ما علاقة «الشماغ» بالوحدة الوطنية، ولا اعرف اصلا ماهي الوحدة الوطنية التي يحددها ويعرفها «الشماغ». ولكني أعرف ان قرار المنع قرار فني بحت، لا اعتقد ان من اتخذه قصد الاساءة الى طائفة او جماعة معينة. ولبس «الشماغ» ليس عادة عند اهل الكويت ولكنه «استثناء»، ويستخدم فقط في اوقات البرد الشديدة. تماما مثل ما انا كنت استخدمه عندما كنت في ولاية «واشنطن» حيث كنت اعتمره عند ازالة الجليد من امام مدخل البيت. حاليا لدينا شركة تتكفل بهذا العمل، لهذا فان الشماغ اختفى ولم اعد أتذكر ما حل به.

وزير الاعلام كان من المفروض ألا يتدخل بالامر، وعلى طريقة النائبة سلوى الجسار، لم يكن من المفروض ان يسيس السياسة. بل كان عليه ان يترك الامر لاهل الاختصاص واصحاب الشأن، تأكيدا لنبذ المركزية ولاطلاق طاقات العمل وابداعات العمل لدى موظفي وزارته. والاهم من هذا كله كان عليه الا يخوض في المحظور، وان يسبغ على الامر بعدا ليس فيه واهتماما لا يستحقه. حتى بافتراض ان قرار المنع « كيدي»، فان المعالجة كانت تتطلب سكب الماء وليس الزيت على الشرارة التي اطلقته.

الآن من المفروض ان يدخل البلد في سجال، حول وطنية «الشماغ» من عدمها. وحول أحقية لبسه في اماكن العمل والمهام الرسمية. اذ ليس من حق الوزير وحيدا ان يسبغ «الوطنية» على الشماغ فيما يمنع غيره من نبذه او اختيار بديل عنه. قرار فني بحت كان منع الشماغ، وكان من الواجب مناقشته فنيا ومعالجته «اداريا» وليس بالشكل السياسي الذي بالغ فيه الوزير.