عربي وعالمي

لا يتدخلون بمحاكمة مبارك
قيادات جيش مصر توقعت ثورة في 2011

بثت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية اليوم تقريرا مهما لمراسلتها في العاصمة المصرية القاهرة، قالت فيه أن الصحافية الأميركية لالي ويموث قد استطاعت أن تستنطق 3 جنرالات كبار في المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي يدير السلطة في مصر بعد سقوط النظام السابق، إذ كشف هؤلاء للصحافية الأميركية دون أن يذكروا أسماءهم أن قيادات كبيرة في الجيش المصري كانت تتوقع ثورة شعبية في عام 2011، مؤكدين بأن الجيش المصري مهمته الأساس مراقبة الأوضاع، والبقاء على الحياد، في ظل التوافق والتفاهم بين الشرعية الدستورية والشعب، وبخلاف ذلك فإنه يتدخل، وهو ما حدث يوم 10 فبراير مع البيان رقم (1).

ويؤكد تقرير الصحيفة الأميركية بأن قيادات كبيرة في الجيش المصري، كانت تعرف أن المصريين يرفضون بالمطلق موضوع خلافة جمال النجل الأصغر للرئيس المصري السابق جمال مبارك في رئاسة مصر، وأن القيادة السابقة لم تكن واضحة في هذه الأمور، إضافة الى أن تآكل الطبقة الوسطى، وارتفاع الأسعار، وغياب العدالة الاجتماعية، هي أمور كلها ساهمت في الوصول إلى الثورة التي بدأت يوم 25 يناير، مؤكدا أن الجيش نزل إلى الشارع في 28 يناير مع انهيار تام لقوات الشرطة المصرية في المدن الكبرى.

أما أبرز المعضلات الحالية التي تواجه المجلس العسكري في إدارته للسلطة فهي الضغوط من أجل محاكمة استثنائية مغلظة ومشددة لكبار أعضاء النظام السابق، وهو ما لا يتدخل به المجلس العسكري من الأساس، لأن هذا الملف في أيدي السلطة القضائية، كما أن المطالبات العاطفية وغير الواقعية للثوار الشباب الذين تنقصهم الخبرة السياسية تعيق عمل المجلس العسكري، إذ أن هناك مطالبات بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يعتبر مستحيلا نظرا لالتزام الجيش المصري بمعاهدات مصر الدولية.