أقلامهم

البصري: الدويسان يحذر الكويت من مصير عربستان

داوود البصري

الدويسان يحذر الكويت من مصير عربستان!

يبدو أن إشراقات و تجليات النائب البرلماني الكويتي المؤمن بعوالم الأحلام و العلاقات الاستراتيجية و الوثيقة بين الأنس و الجان السيد فيصل الدويسان لها رؤى و تطلعات ميدانية باتت تصول و تجول في ساحات التاريخ و السياسة وعلم نشوء الدول و المجتمعات و إضمحلالها , ففي معرض تعليقه على دور أمير دولة الكويت في تعزيز ملفات السياسة الخارجية الكويتية و القدرة على خوض التحديات و بما يؤمن إستمرار المسيرة و يضمن البقاء و الإستقلالية أشار الدويسان و لو من طرف خفي قد ينجح البعض في إلتقاط إشاراته وقد يفشل البعض الآخر في ذلك إلى نبوءة مزعجة حاول تغليفها بإطار من التوجهات الستراتيجية ولو بشكل سطحي مثير للتأمل! فقد قال النائب المحترم الدويسان مانصه “لقد إستطاعت الكويت أن تبقى رغم إندثار إمارات أخرى كإمارة الزبير و إمارة عربستان”! و طبعا عزى الدويسان بقاء دولة الكويت و إستمراريتها طيلة أكثر من 300 عام لأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية!! وهو على ما نعتقد تصور و تعليل سطحي للأمور لا ينسجم أبدا مع الوقائع و الأحداث التاريخية و لا مع ملفات السياسة الدولية و أجندات تكوين الدول و صياغة المخططات الستراتيجية الكبرى نعم نعترف للنائب الدويسان بقدرته الفائقة على تفسير الأحلام و تأويلها كذلك و على ذائقته الشعرية و أحاسيسه الرومانسية! ولكننا نضع ألف علامة إستفهام و مليون علامة تعجب على معلوماته التاريخية و قدراته في مجالات العلوم الستراتيجية أو الجيوسياسية , وطبعا بقاء و إستمرار و تألق دولة الكويت هو أمر منوط أولا بفاعلية و تضحية و صمود و إصرار الشعب الكويتي في ظل قياداته من الأسرة الحاكمة الكريمة التي تمكنت رغم بشاعة ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى و التنفيذ الإستعماري لتكوين ما يسمى بالشرق الأوسط , إضافة الى الدور التاريخي الكبير الذي إضطلع به مؤسس الكويت الحديثة المغفور له الشيخ مبارك الصباح و أبنائه من بعده الذين خاضوا بتلاحم وثيق مع شعبهم أسطورة البقاء و التجدد و التطور الديمقراطي و أنتزعوا ذلك من مخالب و أنياب الكواسر التي كانت تتربص بالكويت , فملاحم من طراز الرقعي و الجهراء و مقاومة الحصار وغيرها من الوقائع هي أمور لاعلاقة لها بالسياسة الخارجية أبدا , وطبعا لن نخوض في تحليل صفحات و إرشيف التاريخ الكويتي المعاصر , بقدر ما أود التأكيد على أن منطلق السيد الدويسان في إشاراته السالفة الذكر تعني أولا و أخيرا ضرورة مهادنة النظام الإيراني و عدم إستفزازه رغم أن ذلك النظام هو من يستفر الآخرين وهو من يبدع في صناعة الأعداء, وهو صاحب الملفات التبشيرية و التخريبية الخاصة جدا جدا و المعدة للتصدير, بربك يا دويسان هل سمعت يوما ان الكويت تدير خلايا سرية من المؤمنين بالتجربة الديمقراطية في الكويت لتصدرها لطهران و تطبقها هناك ? هل سمعت يوما أو تناهى إلى اسماعك بأن إنتحارياً كويتياً قد فجر مصفاة عبادان ? أو أحرق المقاهي الشعبية في أصفهان ? أو أن ( تكفيرياً ) كويتياً!! فجر نفسه في معبد المجوسي اللعين أبو لؤلؤة ( بابا شجاع الدين ) في مدينة كاشان? هل خطفت جماعة كويتية أو مدعومة من المخابرات الكويتية طائرة إيرانية مدنية من دمشق و فجرتها فوق شيراز عن أي سياسة خارجية تتحدث يارجل و الإيرانيون لو أشعلت أصابعك شموعا لهم فإنهم لا يعترفون بذلك, بل يواجهونك بسيل من القبلات الظاهرية و الخناجر المسمومة داخليا ? و لكن ما أثار إعجابي فعلا هو تطرق الدويسان لإمارة عربستان العربية المحتلة من الفرس منذ عام 1925 وهي المرة الأولى التي يذكر فيها أحد من جماعة و أصدقاء النظام الإيراني تلك الإمارة بالإسم , ونؤكد لمعلومات الدويسان التاريخية بأن سقوط إمارة الشيخ خزعل العربية في المحمرة لم يكن بسبب النقص في السياسة الخارجية, بل لأسباب أخرى فالشيخ خزعل كان من الرجال الثقاة لبريطانيا العظمى, وكان حليفاً مخلصاً ووثيقاً للانكليز في أعقد فترة من تاريخهم, وهي فترة الحرب العالمية الأولى, وساعدهم في إحتلال العراق و تقويض الدولة العثمانية , ورفضه, أي الشيخ خزعل لانقلاب رضا خان وجماعته على السلطنة القاجارية في إيران إضافة إلى سياساته الداخلية كانتا من العوامل التي أدت لخذلان الانكليز له و لتدبير مكيدة الإحتلال الفارسي المؤلمة و الفظيعة الكويت بأصالتها و عروبتها و توجهات أمرائها المرتبطة بمصالح الشعب الكويتي بعيدة كل البعد عن مصير عربستان الذي لوح به الدويسان كإشارة تخويف فارغة من اي مضامين على ما يبدو , وطبعا النظام الإيراني الحالي وهو يخوض صراع البقاء و يتحلل داخليا بفعل صراعات الهرطقة الفكرية و الإتهامات المتبادلة بين أركان النظام هو في غاية الخطر على الأمن الإقليمي لأن الهروب من مشكلات الداخل في الأنظمة الشمولية عادة ما يترجم نفسه بإفتعال مشكلات خارجية كما حصل في البحرين وفي سلسلة التهديدات الموجهة لدول الخليج العربي وفي طليعتها الكويت… المهم إننا ندعو النائب فيصل الدويسان لمراجعة ملفاته التاريخية و الإنكباب على قراءة تاريخ الملف التحرري الأحوازي و أن يكون صوتا مدويا في مساندة إخوتنا عرب الأحواز لإستعادة إمارتهم المحتلة لكي تتكرس عروبة الخليج… مش كده و إلا إيه يا سيد دويسان..?