أقلامهم

انتقال نواب القبائل من مربع الفداوية كانت ضريبته التعرض لهم والتشهير بهم وازدراؤهم من وسائل إعلام وكتاب.. يقول مبارك صنيدح

مبارك صنيدح


خطر القبائل


لا يستطيع أحد أن يشكك في ولاء القبيلة للنظام والأسرة الحاكمة


في غياب الدولة والنظام والقانون كانت القبيلة هي الدولة والقانون تتغنى بامجادها وايامها ومكانتها بين القبائل..والذود عن حياضها وسمعتها موضع اهتمام وافتخار لاسيما شعراؤها.


وفي الحياة المعاصرة انتقلت القبيلة من نظام القيم العصبية الى نظام القيم الديموقراطية ومن نظام القبيلة الى نظام الدولة وكقوة داعمة للسلطة والنظام..وكل محاولات الانفصام والغاء ثقافة القبيلة ودمجها مع ثقافة الدولة باءت بالفشل والوقائع التاريخية تؤكد وتدلل على وحدة القبيلة وتماسكها وقوة شوكتها مع انتقالها الى دولة المجتمع المدني والنظام الديموقراطي والقانون ولكنها مازالت محافظة على نسيجها الاجتماعي وعاداتها وتقاليدها ولم تنسلخ من موروثها واعرافها.


ومع نظام الدولة تخوض القبيلة غمار المعركة الديموقراطية وتُرتهن سنين خلف قضبان (الفداوية) ومارس ممثلوها دور الانبطاح السياسي وتزكيتها لهم لدورات عديدة لمجلس الامة ولاتعكس الصورة الحقيقية للقبيلة وانَفَتها وعزتها وكرامتها..واليوم العقلية القبلية خرجت من عباءتها القديمة (الفداوية) وأصبحت داخل المؤسسة البرلمانية قوة سياسية ضاربة يحسب لها الف حساب وحصانة ضد هيمنة السلطة وتجاوزها على القانون أو المال العام..ومزاحمة في جميع الميادين بمثقفيها من حملة المؤهلات العلمية بعد ان كانت حكرا على شريحة معينة لسنين طويلة.


ولايستطيع احد ان يشكك في ولاء القبيلة للنظام والاسرة الحاكمة ولانجد داعيا لسرد الادلة والشواهد ومتى احتاجت الشمس الى دليل..ولكن الانتقال من مربع الفداوية الى مربع المعارضة له ضريبته ابتداء من اثارة قضية (المزدوجين) وانتهاءً بالتعرض للقبائل بالتشهيروالازدراء في بعض القنوات الفضائية الخاصة نتج من ورائها تجمعات ومظاهرات منددة بالاسلوب الرخيص للنيل من شريحة كبيرة من المجتمع.


القبيلة احد مكونات المجتمع الكويتي الاساسية وتمثل شريحة عريضة من المواطنين ومارست دورها مع باقي شرائح المجتمع الكويتي في بناء صرح الوطن وتاريخ حافل بالتضحيات والانجازات من معركة الصريف الى القصر الاحمر الى الغزو الغاشم.


ولذلك الدعوة للتحذير من خطر القبائل و(كَلَوُنا البدو) كما صرح بها احد المسؤولين دعوة مفلسة يجب ألايهتز لها رمش ولا يرف لها جفن ويجب ان ينظر اليها من شواهق جبال الثقة والاعتزاز والفخر بالانتساب للقبيلة والولاء والانتماء للوطن وشرعيته السياسية..والحرص على النسيج الاجتماعي ووحدته الوطنية وعدم ترك فرصة للعناكب البشرية ان تنسج خيوط الفرقة والتشرذم وان تقودنا الى مربع الاصطفاف القبلي وصنمية القبيلة وكهنوتها ونرتبط بحبال ثارات الجاهلية الاولى..فنحن في دولة المؤسسات والمجتمع المدني وحق التقاضي مكفول للجميع.