أقلامهم

عبداللطيف الدعيج قرر أن يلبس العقال فقط كي يرفعه للنائب مسلم البراك

راح ألبس عقال 


 عبداللطيف الدعيج 


 
خريش كلمة كويتية تعني المشتت الذهن، تم استخدامها كثيرا في الخمسينات والستينات. يرادفها بالكويتي ايضا «مدوده» وهو الشخص الذي لا يعلم ماذا يريد، وإلى اين يتجه. اعتقد ان خريش عربية من بيت الشعر العربي المعروف «تكاثرت الظباء على خراش.. فما يدري خراش ما يصيد». ولأمر ما اظن انه، على الارجح، يعود إلى ان من ردد البيت ممن يقلبون الالف ياء ـــ ربما لبناني ـــ تحولت خراش إلى خريش. المهم انا اليوم تكاثرت الظباء علي فما ادري عما اكتب..!!
هل اكتب عن سلوى الجسار وتحقيقها او استجوابها القادم لوزير الداخلية لعدم التصرف ازاء من اهانوا تقاليد النائبة وعاداتها حين مارسوا حقهم الدستوري والقانوني في التعبير عبر تمزيق صور من لا يطيقون رؤيتهم في مناصبهم العامة؟ هل اكتب عن وزارة الداخلية التي اعتقلت من مارس ذات حرية التعبير المكفولة في الفضاء الخارجي او الالكتروني، اي بعيدا عن Jurisdiction او بالعربي الذي من المفروض ان يفهمه مسؤولو الداخلية بعيدا عن ولاية ووصاية واختصاص، ليس وزارة الداخلية فقط بل عموم دولة الكويت العظمى؟
هل اكتب عن الشيخ فهد سالم العلي وتقدمه لإحدى المسيرات الداعية لإقالة ولد عمه. ليس لاني ضد ذلك كما قد يفهم، فأنا أعجبتني تصريحات الشيخ فهد «الديموقراطية»، ونحن علينا من الظاهر، ولا يعلم السرائر الا الله، ولكن لان التوقيت والظاهرة غريبان رغم انني اذكر ان الشيخ فهد حاول المشاركة قبل ذلك في تجمعات «نبيها خمس»؟
هل اكتب عن الشيخ احمد الفهد ومحاولة الهروب إلى الامام عبر الطعن في الشيخ ناصر المحمد واتهامه بانه قطع الحبل فيه رغم ان الحكومة صوتت جميعها مع الاحالة إلى اللجنة التشريعية وهو ما كان يريده الشيخ احمد؟ هل اكتب عن فيصل المسلم الذي طالب صاحب السمو بعزل الشيخ ناصر المحمد كما حدث في عام 1964، رغم ان ذلك العام شهد تغيير الحكومة اي النهج ولم يشمل تغيير رئيس مجلس الوزراء. لكنها كانت ورغم مسؤولية الامير المؤسس رحمه الله عنها «النكبة الاولى والعظمى» في الحياة الديموقراطية الكويتية؟ هل اكتب عن أي من هذا…!!
لا.. فقد أثار اهتمامي بشكل اشد النائب مسلم البراك الذي وفى بوعده وانضم اخيرا إلى المدافعين عن الحريات من خلال دفاعه عن المواطن المعتقل ناصر ابل.. النائب البراك وعدنا ان التكتل الشعبي سيولي اهتماما خاصا بالحريات إلى جانب المال العام، مر ما يقارب العام والتكتل يتصدر قوى الردة المطالبة بقمع الآخرين ومصادرة وسائل اعلام الغير بحجة «فسادها». حتى يوم امس حين انبرى النائب البراك للدفاع عن حق المواطن ناصر ابل رغم اختلافه معه في الرأي والمذهب.. بوحمود ان تأتي متأخرا خير من الا تأتي ابدا.. لهذا راح ألبس عقال… بس عشان أرفعه تحية لك.