عربي وعالمي

سؤال عاجل لأهل الجولان.. تطرحه ((سبر))
هل نشتم الأسد لينقذنا من المسلحين؟!!

الثورات العربية أو ما أطلق عليه الربيع العربي يكاد يجعلنا نجزم من خلال تعامل الأنظمة الحاكمة مع ثوار شعوبها أنَّ تلك الأنظمة الدكتاتورية إنما خرجت من رحم واحد، وكأنها سقيت من نفس الماء لتتجرع شعوبها نفس الداء، حيث المعاناة والتشريد والتنكيل وسقوط القتلى والجرحى، … كل ذلك لا لشيء غير أنَّها أرادت أن تتنسم عبق الحرية، وأن يتمتع بنوها بشيء اسمه السعادة بالحياة والانطلاق في جوانبها في ظلَّ الشعور بالأمان والقدرة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم ومواقفهم بلا تملق أو رهبة أو نفاق.


واللافت أن تلك الشعوب لم تحرم في ظلَّ تلك الظروف من التعبير عن شيء اتسمت به، هو خفة الظل وإطلاق ما قد يقال عنه في ظلِّ تلك الظروف (همّ يضحك وهمّ يبكي)، ومن الهموم المضحكة، ما يعيشه الشعب السوري في هذه الأيام، حيث لا يمل نظامه الحاكم من إطلاق مبررات ملَّ العالم العربي بل العالم أجمع سماعها، ومنها: (نحن نقضي على الجماعات المسلحة، الجماعات الإرهابية التي تقتل المدنيين لا بد أن نضرب عليها بيد من حديد، هذه قلة من الجماعات التي لها أجندة خارجية، ….) وغيرها من المبررات التي تلقى فيه الأنظمة الدكتاتورية مخرجاً من الحرج الإقليمي والعالمي، لما تقوم به من وسائل القمع والتنكيل بشعوبها.


وفي ظلّ هذا الهمّ المضحك لا تعدم الشعوب ومنها الشعب السوري أن تواجه هذا الصلف بإطلاق النكت والطرائف ساخرة، ومن هذا ما نشره ناشطون سوريون من الجولان المحتلة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة من رسالة تحمل عنوان: “أهالي الجولان مستعدون لشتم الرئيس إذا كان ذلك سيؤدي لدخول الجيش لتحريرهم من العصابات الإسرائيلية المسلحة”.طالما أنَّ قواته تتغنى بتلك الأقاويل.


فهل يستجيب لتلك الرسالة الساخرة اللاذعة بما تحمله من إشارات ودلائل هذا النظام بجيشه الذي يقضي على العصابات المسلحة على حد زعمه ومن ثم يدير فوهات نيرانه ومدافعه ودباباته وطائراته التي حشدها لقتال شعبه إلى الجانب المحتل فيمنح شعب الجولان حريته وسعادته المسلوبة منذ سنين؟؟!!!!!


ولنقرأ جزءاً من تلك الرسالة بلا تعليق:


 الأهالي في قرى الجولان المحتل يطلبون سلطتهم الوطنية “بإرسال الجيش وطائرات الهيلوكبتر والدبابات لإنقاذهم من عصابة إسرائيلية مسلحة تسيطر على أراضيهم وتحرق مزارعهم وحقولهم منذ 44 عاما”.


“نحن أولى من أخوتنا في جسر الشغور ودرعا بدبابات الجيش، فالعصابة التي تقتلنا وتزرع الخراب من حولنا تعدادها بالآلاف، أما العصابات المسلحة في درعا وجسر الشغور فهي شوية زعران. ننتظر دورنا منذ 44 عاما فلماذا تم تجاوزنا وذهب الجيش إلى مناطق ومدن لم تقف في الطابور إلا منذ شهرين.. هل في الأمر فساد وواسطة ورشوة”.


“هل ترديد الشعارات ضد الرئيس بشار الأسد والمطالبة بالحرية شرط لإرسال الجيش؟ إذا كان الأمر كذلك فإننا نتعهد بشتمه بأقذع الألفاظ وحرق صوره من مجدل شمس حتى بحيرة طبريا.. المهم أن ترسلوا لنا الجيش لإنقاذنا من العصابات الإسرائيلية المسلحة المندسة”.