عربي وعالمي

تقرير: انتهز كل فرصة من أجل بناء قاعدة لسلطته وتأكيد نفوذه
سقوط نجاد ليس في صالح أمريكا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير نشرته أمس النقاب عن أن إضعاف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الصراع الدائر بينه وبين المرشد الأعلي آيه الله علي خامنئي لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة.


وأوضحت الصحيفة في مقال اشترك في كتابته سوزان مالوني العضو في مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط وراي تاكيه العضو في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن تهميش الرئيس الإيراني لصالح تقوية رجال الدين المتشددين يعد خبرا سيئا للمصالح الأمريكية في إيران.


وقال الكاتبان إن نجاد- رغم أنه أنكر المحرقة الإسرائيلية- فإنه كان مدافعا عن المفاوضات النووية المباشرة مع واشنطن، ولهذا فإن سقوطه يعني سقوط طهران في أيدي رجال الدين المتشددين، وبالتالي فإن آفاق الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن ستتقلص كثيرا.


وأضافا أن الرئيس الإيراني الذي كان عزيزا علي المحافظين الذين وقفوا معه قبل سنتين لضمان إعادة انتخابه، أصبح اليوم في وضع سيء، وفقد حظوته سريعا وتعرض للمقاطعة في ذكري وفاة مؤسس الثورة الإيرانية آية الله الخميني، لكن أكبر ضربة تلقاها كانت الشهر الماضي عندما رفض المرشد الأعلي خامنئي قراره تعيين أحد مقربيه وسط معركة بشأن الصلاحيات الرئاسية. وأوضحت الصحيفة أن رجال الدين في إيران أضعفوا مؤسسة الرئاسة، وهذا بسبب شكوكهم المستمرة في السلطة المركزية والانتخابات الشعبية.


وأشار الكاتبان إلي أنه عن طريق استغلال المشاعر القومية والمظالم الاقتصادية، انتهز نجاد كل فرصة من أجل بناء قاعدة لسلطته وتأكيد نفوذه، وباستخدام هذا الدهاء نفسه دخل نجاد في تفاوض مع واشنطن، وهو ما كان رجال الدين يرفضونه بسبب مواقفهم المناهضة للولايات المتحدة.


وأوضح الكاتبان أن الرئيس الإيراني لم يحاور واشنطن من باب الإعجاب بها أو رغبة في الصلح معها، ولكنه رأي في المفاوضات وسيلة لتقوية موقعه الداخلي والخارجي من أجل تثبيت وضع إيران كقوة عسكرية نووية.


وأضافت الصحيفة:هذا ما أدي برجال المؤسسة الدينية إلي التوجس منه واعتبار طموحاته خطرا علي سلطاتهم كما علي أيديولوجيتهم، ومع ذلك خدم نجاد النظام، وحصل علي دعم وتأييد خامنئي، إلي أن وصل الأمر إلي تهديد سلطات المرشد الأعلي شخصيا.


وأكد الكاتبان أنه بعد أن تم تحجيم الرئيس الجامح، أصبح المرشد يسيطر الآن بقوة أكبر علي إيران أكثر من أي وقت مضي، ولا أحد من صناع القرار يرغب أو يقدر الآن علي معارضة موقف خامنئي المعادي للغرب.


وبقراءة هذا الوضع، رأت الصحيفة أن صناع القرار في أمريكا وأوروبا يواجهان معضلة، لأنهما طالما راهنا علي سقوط نظام الملالي في إيران بسبب الخلافات الداخلية والعقوبات الاقتصادية، لكن هاتين الاستراتيجيتين فشلتا حتي الآن، لكنها عادت وقالت إن النظام الإيراني ما زال قابلا للاختراق بسبب السلطة المطلقة التي أصبحت بيد خامنئي، وما يثيره ذلك من انتقاد الآباء المؤسسين مثل علي هاشمي رافسنجاني والجيل التالي الذي يمثله الرئيس نجاد.