أقلامهم

سيظل الأمل في الشباب الذين يطيحون بالديكتاتوريات لكشف التحالف الكلاوجي.. أحمد الدعيج

د. أحمد يوسف الدعيج

التحالف الكلاوجي

الوطنية ليست شعاراً فارغاً يرفع من آن الى آخر وإنما أفعال ومواقف على أرض الواقع تطبق، الوطنية ليست حكراً على شرذمة قليلة تضحك على قواعدها، الشبابية منهم خاصة، شرذمة أنانية لا يهمها إلا مصالحها الضيقة، الوطنية ليست مقصورة على فئة من المواطنين دون أخرى، الوطنية أثبتها الكويتيون حضراً وبدواً سنة وشيعة في مناسبات كثيرة من تاريخ الكويت، ولكن جماعة التحالف الكلاوجي يريدون أن تقتصر الوطنية حسب مفاهيمهم السقيمة عليهم دون غيرهم، هؤلاء الكلاوجية الجمبازية الذين كانوا يرفعون ولمدة طويلة والى عهد قريب جدًا شعار «يا جماعة البلد مختطفة» ويعنون بذلك سيطرة الإسلاميين على الأوضاع في البلاد، لم يعودوا يرفعونه بعد أن كشفهم الكويتيون وعرفوا حقيقة من خطف الكويت، وبعد أن أصيبت قواعدهم الشبابية الواعية، وهم من خيرة الشباب الكويتي، بحيرة شديدة وهم يشاهدون بأم أعينهم تقلب المواقف الشنيع الذي مارسه رموز تحالفهم الهش ليس لمصلحة الكويت مثلما يدّعون وانما طبقاً لما تمليه عليهم مصالحهم المادية المقصورة عليهم، نعم أصيبت القواعد الشبابية بحيرة وحسرة وهم يرون رموزهم في الألفية الجديدة «صلّعوا» أيما تصليع.

فيما مضى من الأيام كان في الكويت معارضة وطنية شريفة نزيهة مهما تختلف معهم إلا أن كائناً من كان لا يستطيع، بل لا يجرؤ، ان يشكك في وطنيتهم «الحقة» ونزاهتهم الخالصة، كانوا أعلاماً شامخة قدموا الكثير والكثير الى الكويت وأهلها، رموزهم في البرلمان كانوا أعمدة المعارضة النزيهة كانت مشاريع القوانين التي تقدموا بها في تلك الأيام النقية الصافية ومشاريع القوانين التي اعترضوا على تمريرها فيها كل الخير للوطن والمواطنين، أين منهم «زعاطيط» التحالف الكلاوجي اليوم؟ الذين لا همّ لهم إلا «الطمباخية» والوقوف في وجه كل مشروع قانون فيه مصلحة المواطنين حتى لو كانوا من المتقاعدين الذين أفنوا عمرهم في خدمة وطنهم الكويت.

سيظل في الكويت جماعات إسلامية من السنة والشيعة لأعضائها أدبياتهم وقناعاتهم، وسيظل في الكويت فكر وثقافة قبلية مهما زادت ثقافة ومستوى تعليم أبناء القبيلة، وسيبقى هناك تيار ليبرالي يتبناه الكثير من أبناء الكويت، وستبقى الأغلبية الصامتة على حالها ففي الكثير من العصور كانت هناك أغلبيات صامتة، لكن الوقت يبشر بخير كثير يأتي من تحرك الشباب، الشباب الذين أطاحوا بدكتاتوريات عريقة في المنطقة لن يعجزهم ان يكشفوا زيف الكثير من زعامات الجماعات، الكلاوجية منهم بالذات، وإن غداً يا كلاوجية يا جمبازية لناظره قريب، وخل تنفعكم المناصب اللي استحوذتوا عليها وفلوس المناقصات السحت اللي انتفخت بها كروشكم.