أقلامهم

داوود البصري يعتبر أن الكويت واقعة بين كماشتي المخابرات الإيرانية والسورية

نشاط المخابرات السورية وحليفتها وصنيعتها جماعة “حزب خدا” الإيراني اللبناني في الخليج العربي و الكويت تحديدا ليس بالأمر الجديد ولا المفاجىء , بل أنه تكريس لتاريخ طويل من التآمر المحموم المتداخل مع قناعات وأجندات طائفية تسود اليوم بشكل مرضي في المنطقة العربية , و اليوم وفي إطار المتغيرات الإقليمية الكبرى التي يشهدها العالم العربي مع عصر الثورات و الإنتفاضات و بما يرسخ حتمية إنتصار إرادة الشعوب الحرة وخصوصا الشعب السوري الذي يفجر اليوم نيران ثورته التغييرية الكبرى التي ستغير وجه الشرق الأوسط الحديث , يكون الحديث عن تحركات مخابرات نظام دمشق وحلفائه في طهران بمثابة تحصيل حاصل ليس إلا وقيام الأجهزة الأمنية بدولة الكويت اخيراً بإكتشاف وتفكيك و إعتقال خلايا تجسسية إيرانية قبل اشهر قليلة , ثم خلية إستخبارية مشتركة بين سورية وإيران ( حزب الله ) هو إشارة واضحة لا تحتمل الخطأ ولا التأويل إلى جهود إستخبارية محمومة لتفجير منطقة الخليج العربي بعد الفشل الإيراني و الطائفي الكبير في مملكة البحرين وهو فشل تاريخي ترك تداعياته المؤثرة في الوضع الإيراني الداخلي وساهم في تصعيد الصراع بين مراكز القوى المتصارعة هناك , ولاشك إن فشل تقويض النظام البحريني الشرعي وإقامة ما يسمى بالجمهورية الإسلامية التي ستؤدي في النهاية لإنضمام البحرين لإيران كان هو مشروع الضربة الستراتيجية الإيرانية الكبرى في منطقة الخليج العربي والتي بفشلها الكبير تغيرت أنماط إدارة الصراع الإقليمي بشكل مطلق وتقوضت كل أسس وفرضيات الهجمة الإيرانية- الطائفية المتوحشة التي تتخذ من المثلث الإيراني- العراقي- السوري ركنا أساسيا لتحركها , ومخطىء كل الخطأ من يعتقد إن المخابرات السورية بفروعها المتعددة وعبر فرعها القائد ( مخابرات القوة الجوية ) كانت غائبة عن المسرح العملياتي في الكويت تحديدا منذ أحداث الإرهاب الشهيرة في ثمانينات القرن الماضي والتي ادت خلالها الأحزاب الطائفية العراقية المعارضة سابقا و الحاكمة حاليا دورا مركزيا في جميع حلقاتها الفنية و التفصيلية , وحوادث التفجير وخطف الطائرات التي وقفت خلفها المخابرات الإيرانية من خلال الجماعات الإرهابية اللبنانية قبل أن يتبلور وجود “حزب الله” بشكله الراهن كانت تتم بجهود و تخطيطات ميدانية من المخابرات السورية ومن جماعة حزب “الدعوة” الإسلامية (تنظيم نوري المالكي) شخصيا و الذي كان مسؤول الحزب العسكري و الأمني تضاف إلى التشكيلة الإرهابية الأدوار المعروفة لباقر صولاغ الذي كان ضابط الإرتباط بين المخابرات السورية و تنظيم “المجلس الأعلى” ووفق عمليات تنسيق إستخبارية سرية يعلم بتفاصيلها جيدا و مركزيا أهل الملف الأمني في الكويت , وكان الدعم المادي من طهران و اللوجستي من دمشق التي تدير مخابراتها كل محاور إدارة الصراع الإرهابي بحرفنة و تميز و إتقان ملفت للنظر , فأهل مخابرات دمشق يتعاملون مع كل الأضداد المتخالفة , وهم في الوقت الذي يشرفون فيه على نشاط الجماعات الإرهابية المدعومة إيرانيا , فإنهم يدعمون أيضا إرهاب الجماعات الأصولية الأخرى , وكذلك نشاطات البعثيين العراقيين (جماعة عزة الدوري) و الذين لهم وجودهم المركزي و الميداني في بلاط بشار الأسد شخصيا , هذا غير النشاطات الميدانية لجماعة تنظيم قيادة قطر العراق اليساري في الشام ( جماعة فوزي الراوي ) الذين يقومون أيضا بأعمال إرهابية في غرب العراق وفي المثلث السني هناك أي أن كل خيوط اللعبة الإستخبارية والإرهابية بيد مخابرات دمشق والتي لها في الكويت أيضا وجود مؤثر وفاعل من خلال الخلايا السرية او جهود اللوبي الإيراني برموزه و نشاطاته المدافعة عن جرائم النظام السوري هذا غير حلقات رجال الأعمال المرتبطين بشبكات النظام السوري المالية و التمويلية المشتركة مع نشاطات رجال الأعمال المرتبطين بشبكة “حزب الله” اللبناني التي تتحرك بفاعلية في دول المنطقة من خلال بيع المعلومات الاستخبارية المستهلكة لبعض دول المنطقة كما حصل مع إحدى الدول الخليجية , المخابرات السورية عيونها مسلطة دائما على دول الخليج العربي والكويت في طليعتها وانكشاف رموزها و تآكل أعمدة معبدها بات من حقائق الصورة الستراتيجية الراهنة مع الانكشاف الأمني الكبير لأنظمة الإرهاب وتضعضع مسيرتها و نهاية دورها الإقليمي , و الأيام المقبلة ستكشف أسرارا مهولة ورهيبة عن ملفات المخابرات السورية وهي تزرع الموت و الخراب و التدمير. لقد حانت ساعة الحقيقة , وسيفضح القتلة و أهل الإرهاب , ولكن لقوى الشر في مخابرات دمشق وطهران أعمدة وركائز مازالت تتحرك رغم فضيحتها الكبرى أمام العالمين… إنها معركة الإرادات الكبرى وقد حسمت خياراتها لصالح الشعوب الحرة .