كتاب سبر

تربية المجتمع !!

قرأت حملة أطلقها الصديق العزيزالإعلامي كمال عبدالقادر بعنوان (إعادة تربية المجتمع ) ورغم أن الحملة كانت صادمة للكثير إلا أنها وجدت تفاعلا ومؤيدين لها وقد إhضم إليها المئات من مختلف شرائح المجتمع . 
صحيح أن عنوان الحملة غير مقبول وليس من المعقول أن تجد  شخصا يطالب بتربية مجتمع بأكمله ولكن حينما تدخل إلى ما يريد الوصول له صاحب الحمله والمنظمون معه حينها تقتنع بأننا نحتاج إليها لفشل المؤسسات التعليمية وأيضا الجهات المهتمه بهذا الشأن من إعلام ومؤسسات خيرية  بالقيام بدورها التوعوي في المجال الأخلاقي .
                                            
لن يستطيع أي مجتمع أن يتقدم أو يطور من نفسه إلا حينما  يكون أفراده صادقين مع أنفسهم وعازمين على ذلك الشيء حينها لن يستطيع أي عائق أن يقف في طريقهم .
ولكن في المجتمعات الهشه أخلاقيا  من الصعوبة أن يكون هنا إصلاح أو مضي الى الأمام في أي مجال كان لأنهم لن يصدقوا وستجد الفساد مستشريا بقوة داخل مثل تلك المجتمعات بسبب الدنو الأخلاقي الذي ينعكس على  أفراد المجتمع في جميع أمور حياتهم وتجدهم مهما حاولوا أن يخفوا سلبياتهم بشعارات الدين أو أمجاد القبيلة الزائفه  إلا أنهم في حقيقتهم ضعفاء بسبب الأزمة الأخلاقية التي يعانون منها  .


في مثل هذه المجتمعات يصعب على أي مفكر أو مثقف واعي أن يتعامل معهم أو أن يوصل رسالته ولذلك ستجده منبوذا من بينهم لأنه يريد أن ينير لهم الطريق بينما هم ألفوا الظلمة والعيش فيها  .


المجتمعات التي تمر بأزمة أخلاقية من الصعب انتشالها، فهي أصعب الأزمات التي ستواجه أي مفكر ومثقف مهتم بشأن مجتمعه وهي عائق من الصعوبة حلها .


وبالعودة إلى ما يهدف إليه القائمون على الحملة تجدهم يحاولون أن لا ينحدر مجتمعنا نحو هوة اللا أخلاق خصوصا أنهم وجدوا أن دراسة المواد الدينية لمدة 16 عاما لم تجدِ ولا ادعاء الفضيلة والخصوصية بالمجتمع ولا كذلك التغني بالقبلية ولا غيرها من المثل الأخرى .


وعلى هذا الأساس وخوفا على أن يصل مجتمعنا إلى أزمة أخلاقية كبيرة أطلقوا حملتهم الشعبية ويسعون من خلالها لإقامة ورش عمل وتفعيلها وفق الإمكانيات المتاحة لهم وهذا عمل وجهد يشكرون عليه  ولكنني  أرى أن المسؤولية في مثل هذا الأمر  تقع كاملة على السلطة السياسية بالمقام الأول لتكريس مثل هذه المفاهيم من خلال سن القوانين الواضحة واستقلالية القضاء وكذلك من خلال تطوير التعليم وفتح المجال أمام المؤسسات المدنية التي تساعد كثيرا في تكوين المجتمع بالشكل الملائم لأمور الحياة وحينها سنرى شعب حضاريا متسلحا بالعلم والأخلاق مهما اختلفت الأفكار والرؤى والمعتقدات ولكن سيظل القانون رافضا للتمييز والعنصرية وأي نوع من أنواع الفساد واللا أخلاق .


سعد آل سالم


كاتب سعودي



S_Ad@live.com