أقلامهم

علي الزعبي يتحدث عن إيران وتحالفها الغادر مع أمريكا وإسرائيل

إيران و«التحالف الغادر»!


علي الزعبي


في أحد لقاءاته الإعلامية تحدث الدكتور عبدالله النفيسي عن كتاب «التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأميركية» للمؤلف الدكتور تريتا بارسي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جون هوبكينز، والذي كشف فيه، ومن خلال الوثائق المدعمة، طبيعة «شبكة العلاقات الخفية» ونوعيتها بين هذه الدول الثلاث، والتي تتميز بأنها ذات طبيعة «جيو ـــ استراتيجية» لا «ايديولوجية» كما تتوهم الأغلبية منا
وفي الأمس اطلعت على ملخص مفصل للكتاب قام بعمله الباحث علي حسين بكير. ما لفت انتباهي في محتويات ذلك الكتاب هو تلك «الوثيقة السرية» التي قدمتها ايران إلى الولايات المتحدة الاميركية عن طريق وسيط سويسري يدعى تيم غولدمان في عام 2003. وقد تضمنت الوثيقة ما يلي:
1ـــ عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ «تحقيق الأمن والاستقرار، وإنشاء مؤسسات ديموقراطية، وحكومة غير دينية».
2ـــ عرض إيران «شفافية كاملة» لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنها لا تطور أسلحة دمار شامل، والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ومن دون قيود.
3 ـــ عرض إيران وقف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لإيقاف عملياتها ضد المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل عام 1967.
4 ـــ التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5ـــ قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002، أو ما يسمى «طرح الدولتين» التي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع إسرائيل.
6 ـــ استعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية.
ويشير المؤلف بارسي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قد رفضت هذه الوثيقة بعد أن عنفت الوسيط السويسري على حمله إياها لواشنطن! وإذا كان على المحلل السياسي أن يتفحص أبعاد الموقف الإيراني الغريب وخفاياه، والذي عكسته تلك الوثيقة، فإنه من المهم ـــ أيضا ـــ تحليل أسباب الرفض الأميركي لتلك الوثيقة وعلاقته بفلسفة «الفوضى الخلاقة» التي كانت ولا تزال تلعب دورا مؤثرا في العقلية السياسية الأميركية!