أقلامهم

خلود الخميس تروي قصة يوم سقط من الحساب

خلود عبدالله الخميس 

.. وسقط يوم الحساب!

أين مقال اليوم؟

سؤال تكرر الخميس الماضي، ممن أحبهم ويُحبونني، استفساراً عندما لم يجدوا مقالي كما اعتادوا منشوراً، فكانت إجابتي ضحكاً مخبولاً! وذلك من شر البلية!

والحكاية، أني أفقتُ يوم الثلاثاء في الثامنة صباحاً، وفتحتُ «اللابتوب»، وبكل ثقة جلستُ ارتشف قهوتي «بأريحية» من تجلس على عرش الزمن وملكت الوقت من أطرافه، وأخذت أتنقل بين أرجاء الفكرة يميناً وشمالاً وعلى جنبيّ وأتفكر، ثم أضع «اللابتوب» بعيداً وأقرأ ما كتبت!

وكأن المسافة ستحدث فرقاً ما! ولكنه عتهٌ، أجاركم الله منه، لا حلّ له!

وأنا أكتب ببطء مريب لظني أن ذلك يضفي المجد على الحروف ويعطي الكلمات حقها من التعميق! وأبحث عن المفردة التي تليق بأعين القراء، وأضع قلبي مكان عقولهم! لأشعر بهم!

ولكن المشكلة بعد كل هذه السفسطة السلوكية، أني أكتب ما أشاء! ولا أدري إن كان ما أشاء يدخل في نطاق اهتمامات القارئ! إذاً، فلم «التفلسف» أصلاً؟!

أصدقكم بذلك القول؟ لا أعلم لمَ؟! ولكني أعرف أننا معتقلون في أسوار عاداتنا، وتلك تتطلب عمراً ينقضها موازياً للعمر الذي حبستنا داخلها فيه!

وعودة إلى يوم الثلاثاء، فنحن مرتبطون بمواعيد للتسليم تسبق النشر بيومين، فالثلاثاء أسلم مقال الخميس وهكذا، لذا فقد كان لديّ متسع من الوقت لا يقل عن ربع يوم، فأسرفتُ بالتمطي و«التمقط والدلع الفاضي»، وفجأة، وأنا أقرأ رسالة على النقال الأذكى من حاملته، وإلا برزنامته تشير إلى يوم الأربعاء!

انتفضت مرعوبة! كيف يكون اليوم الأربعاء؟ اليوم الثلاثاء!

اتصلت بسين «مؤنثة» من الناس، فالمرأة تبحث عمن يشاركها الحدث كردة فعل والضحية أقرب «مقرودة»!

سألتها: اليوم، الثلاثاء أم الأربعاء؟ فردت بلا استفسار عن سبب السؤال: الأربعاء! قلت: حلفي! طبعاً كادت السماعة تصفق بوجهي لولا أن أقسمت أني جادة! فقالت والله اليوم الأربعاء! فأغلقته وساد الصمت!

يا الله! لقد فاتني يوم الثلاثاء!

يوم كامل من عمري لم أعشه!

أربع وعشرون ساعة ذهبت هباء منثوراً!

وفتحت «رواق» العزاء على يوم الثلاثاء، فقد كنت أبحث عن جنازة منذ شهر لحاجتي المازوشية لوصلة «لطم»! ولله الفضل جيئت بنعش الذاكرة!

إن «بروفات الزهايمر» تراودني عن عقلي بين الفينة وضحاها! ولكن الصمود العنيد هو ديدني، فحالما يفكر بي غداء، أكون بدأت بالتحلية! فلا يتمكن حتى باللحاق بي ولو كبقايا وجبة سائغة!

أظننتم أن «زعلي» على مقال لم ألحق موعد نشره؟

أم أني قضيت الأربعاء كله حزينة على يوم واحد سقط من رزنامتي بلا علمي؟

بالطبع لا، ولكني سألتُني: إن كان هذا حزنك. على يوم ضاع، فكيف بعمر قد تُسقطك. به منتجات اقترفت.ها تفكيراً ومسلكاً ووزّرك. مظالم؟

أتعبني يوم الثلاثاء، لقد كان يوم الحساب!