عربي وعالمي

حزب الله الكوبي!

قاعدة متقدّمة لحزب الله في كوبا! في ظلّ الظروف الدقيقة لتي يعيشها الشرق الأوسط، لا نستبعد أن يفتح حزب الله أبواب جهنم على لبنان بمغامرة غير محسوبة، كتلك التي فوجئ اللبنانيون بها عام 2006 وأفضت إلى تلك الجملة الشهيرة “لو كنت أعلم”، فحسابات حزب الله من فرط انتفاخ قوته بالصواريخ باتت ترى أخطاءها مجداً، وحساباتها الخاطئة عام 2006 دفع لبنان واللبنانيون وحدهم ثمنها، فيما امتلأت جيوب الحزب وجماعته بملايين الدولارات المهربّة بالحقائب الديبلوماسيّة عبر الحدود اللبنانية ـ السورية الخاضعة لإشرافه!

ولكن الحديث عن قاعدة في كوبا يثير قلق اللبنانيين نتيجة الأخبار المتواترة والمنقولة عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة ؛ حيث جاء في الخبر أنّ حزب الله أقام قاعدة عسكريّة في كوبا، بهدف توسيع نشاطه ضدّ أهداف إسرائيليّة في أميركا الجنوبيّة انتقاماً لمقتل قائده العسكري عماد مغنية.

وبذلك فالنتيجة واحدة بالنسبة للبنانيين؛ لأنهم هم ولبنان سيدفعون ثمناً باهظاً. ولم ينسَ اللبنانيون بعد كلفة الاجتياح الإسرائيلي لبلدهم عام 1982 بعد محاولة اغتيال فاشلة للسفير الإسرائيلي في لندن، والتي تبين لاحقاً أنها كانت بتدبير إسرائيلي لإيجاد مبرر لتنفيذ حرب تدميرية على لبنان.

وما نشرته “يديعوت أحرونوت” نقلته عن صحيفة “كورييري ديللا سيرا” الإيطاليّة في تقرير حصري جاء فيه أن خلية مكونّة من ثلاثة عناصر من القسم الدولي في حزب الله، قد وصلوا إلى كوبا بهدف إقامة خلايا “إرهابية جديدة تتألف من 23 عنصراً من حزب الله وذلك بأمر مباشر من طلال حمية، وهو أحد القادة العسكريين الكبار في الحزب، والمسؤول عن العمليات السريّة في حزب الله. 

فمن حق اللبنانيين مساءلة حزب الله عن مغامرته الجديدة، فأكذوبة “الشعب والجيش والمقاومة” يرفضها معظم اللبنانيين، وسلاح حزب الله بات عبئاً على لبنان قبل الحزب!! 

حزب الله “مخنوق” و”محشور” جداً هذه الأيام ومن كل جهاته، الداخلية، والإقليمية، ومصيره مرهون بمصير النظام السوري الذي يترنح على الحلبة بانتظار الضربة القاضية، وأقصر الطرق على الحزب للهروب إلى الأمام تفجير المنطقة لإنقاذ نفسه أولاً من “حبل” المحكمة الدولية والقرار الاتهامي الذي يكشف تورطه في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيره من شهداء لبنان الذي يحاول حزب الله إعادة عقارب زمنه إلى ما قبل العام 2004 والقرار 1559، وثانياً لإنقاذ حليفه ربّما في مغامرة جديدة غير محسوبة، لذا سؤال حزب الله ومساءلته عمّا يفعل في كوبا أمر ضروري، فالمسافة بعيدة جداً بين كوبا ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟!