عربي وعالمي

باحثان ينتقدان “طوق النجاة العراقي” لنظام الأسد

استعرض باحثان بارزان متخصصان بالشؤون العراقية والعربية موقف العراق من أحداث الأزمة السورية، في محاولة لتحليل موقف رئيس الحكومة نوري المالكي وغيره من القوى والشخصيات، واعتبرا أن موقف بغداد يتلخص بأنها تلقي بـ “طوق نجاة” للرئيس السوري بشار الأسد، لأسباب متنوعة، من بينها العامل الإيراني.

واعتبر الباحثان أحمد علي وديفيد بولوك في تقرير لهما في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” الاميركي للأبحاث، أنه “من اللافت أنه في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأسد، الذي أصبح في عزلة متزايدة، قمعه الدموي ضد انتفاضة شعبية، ترمي إليه العراق طوق نجاة”.

وأشار أحمد علي وبولوك إلى أنه “حتى على الرغم من قيام أصدقاء الأسد السابقين من العرب والأتراك وغيرهم بسحب دعمهم له ردا على القمع الوحشي الذي تمارسه دمشق ضد المحتجين والإصلاحيين، برز العراق بولائه المستمر للنظام السوري”.

وأوضحا أنه على الصعيد الاقتصادي، يبرم العراق الآن صفقات تجارية كبيرة مع سوريا حيث يبلغ الرقم السنوي ما يزيد عن ملياري دولار، وبالإضافة إلى ذلك، يستمر العراق في استضافة أرفع الممثلين الاقتصاديين من النظام السوري ومجتمع رجال الأعمال. 

وتابعا أن العراق وافق بتمويل سوريا بالنفط الذي تحتاج إليه بشدة، كما وافق في أواخر يوليو على إحداث توسيع كبير في شبكة خطوط أنابيب النفط “والتي تكلف ظاهريا 10 مليارات دولار على مدار ثلاث سنوات” لكل من شحناتها وشحنات إيران من النفط والغاز إلى سوريا ولبنان.

وأشار أحمد علي وبولوك إلى أن العلاقات السياسية بين سوريا والعراق تبدو هي أيضا آخذة في التعزز، حيث جرت زيارات على المستوى الوزاري في يونيو ويوليو وأغسطس من العام الحالي.

وذكر الباحثان بأنه في مايو الماضي دعا المالكي علنا إلى الإصلاح في سوريا على أن يكون بتوجيه الأسد، كما أنه ظل صامتا تجاه المذابح التي ارتكبتها قوات الأسد.

وتابعا أن قادة عراقيين آخرين عبروا عن دعمهم لدمشق. ففي أغسطس أرسل الرئيس العراقي جلال طالباني أحد نوابه لإجراء محادثات سرية مع القائد السوري من دون أن يعبر عن كلمة نقد واحدة بصورة علنية. وأما زعيم حزب “العراقية” أياد علاوي فقد طالب في مقال رأي في صحيفة “واشنطن بوست” بتقديم دعم أميركي أكبر للديمقراطية العربية ولم يذكر قط معارضة العراق نفسه للديمقراطية في الدولة المجاورة سوريا.

وقال علي وبولوك إنه “في حين ترك الأتراك حدودهم مفتوحة أمام اللاجئين السوريين الفارين من غارات الأسد، أغلقت بغداد حدودها، كما أخفق العراق أيضا في محاكاة جارته تركيا حول دعوة المنشقين السوريين إلى تنظيم أنفسهم على أراضيه أو الظهور على محطاته الفضائية أو اللقاء مع مسؤوليه”.

وأضافا أنه “على عكس القادة في تركيا، فضلا عن الرياض وعواصم إقليمية أخرى، لم يعبر كبار القادة في بغداد عن نفاد صبرهم من القمع الدموي الذي يمارسه الأسد”.