زعم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال اجتماع في مركز ابحاث بنيويورك أمس ان قوات اوروبية خاصة قاتلت الى جانب الثوار الليبيين لمساعدتهم على طرد العقيد معمر القذافي من السلطة.
وزاد الوزير العراقي في مزاعمه ليقول ان الانتفاضات “الثورات” في ليبيا وفي باقي الدول العربية انما استوحت المثال العراقي. وقال هوشيار زيباري “تلقينا اتصالات من ليبيين وتونسيين ومصريين لمعرفة كيف تحركنا”.
ويقول مراقبون إن هذه التصريحات منافية للواقع تماما، وإساءة بالغة لدماء شهداء الحرية العرب، وهي ترتقي إلى مستوى الكذب على الثورات في تونس وليبيا ومصر، من شخص بمستوى وزير في حكومة، معلوم طريق وصولها إلى السلطة في العراق.
وقال زيباري امام مجلس العلاقات الخارجية: “ليس فقط كان هناك هجوم جوي على طرابلس وعلى اماكن اخرى، ولكن استطيع ان اقول لكم انه كانت هناك ايضا قوات خاصة، قوات اوروبية على الارض لمقاتلة القذافي”.
ويؤكد هؤلاء المراقبون أن حالة من الإحباط تسود صفوف النخب الحاكمة للعراق سببها قدرة الشعوب العربية على التخلص من أنظمتها الديكتاتورية بمجهودات ذاتية محضة، وهو ما جلب لها احتراما عالميا متزيدا في وقت قصير جدا، وهو ما فشل في الحصول عليه حكام المنطقة الخضراء في العراق الوافدون على ظهور الدبابات منذ ما يقارب العقد من الزمن.
ويذهب محللون إلى أن هذا التشويش العراقي من وزير خارجية، هو محاولة يائسة للبقاء في صورة أحداث المنطقة العربية، التي تجاوزته في وقت ما يزال العراق منبوذا في روح الإنسان العربي رغم القبول الظاهري بنتائج العملية السياسية التي جرت في حراب الاحتلال ولم تتبدل فيها إلى الآن أسماء الأشخاص الذين تقلدوا مناصبهم في عهد بول بريمر رغم فبركة مسرحية انتخابات تشريعية لمرتين متتاليتين.
ويقول محللون إن الطغمة الحاكمة في العراق، فشلت إلى حد الساعة في إضفاء الشرعية السياسية والأخلاقية على حكمها العراق، خاصة في أوساط النخب المثقفة والشعوب العربية والدولية على حد السواء، باعتبارها قدمت على ظهور الدبابات الأمريكية، ومارست مليشياتها أبشع أنواع الانتقام والقتل في العراق بعد أن مكنتها قوى الغزو من الحكم على أشلاء الضحايا فنصبت المشانق وانتقمت من الشعب العراقي على أساس دينه وطائفته وقوميته.
ويبدو أن أكثر ما أغاظ هوشيار زيباري، في الجمعية الأممية، هو هذا الاحتفاء الاستثنائي من قادة العالم وخاصة قادة الدول الكبرى بمصطفى عبدالجليل وبانتصار الثورة الليبية بمجهودات شعبها الخالصة، بينما لا تزال الكثير من الأنظمة العربية والدولية، تبدو وكأنها “تخجل” من إعلان صداقتها للنظام العراقي “الجديد” ولم تتعامل معه إلا من بوابة النفط والغاز لا أكثر.
أضف تعليق