سفينة الربيع العربي التي أبحرت من تونس إلى مصر واليمن فليبيا ثم سوريا لن ترحل إلى السعودية لترسوَ بخليجها في ظل مساندة الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة، وطالما تقف واشنطن خلف العاهل السعودى “عبد الله بن عبد العزيز”، هذه كانت رؤية الكاتب الصهيوني “بوعاز بيسموت” عبر عنها في مقال مطول “بصحيفة “إسرائيل هايوم”؛ إذا اعتبر أن الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية صدم بهذه الثورات المتتالية وحذر من انتقالها لدول الخليج وفضل عدم الانفتاح مع دول الربيع العربى وبعد أن كان من أكبر الجهات المانحة بالمال لهم، قدم ربيع من الخرسانة داخل مملكته لصد أى ثورات داخلية ولكن تماشيا مع هذه الموجة منح المرأة حق التصويت فى الانتخابات.
وقال الكاتب الإسرائيلى “لم يكن مثل المملكة العربية السعودية على أقل تقدير أن تستوعب أعمال شغب الشارع العربى المحيط بها، وراقبت المملكة المحافظة جدا انهيار الأنظمة العربية التى وقعت كالدومينو، وكان رد الملك عبد الله الحليف الأكثر أهمية لواشنطن أنه على الأميركيين الوقوف فى فناء منزله الخلفى لصد أية محاولة للتغير داخل المملكة”.
واستطرد الكاتب قائلا: “اندلعت بذور التمرد الشيعى فى بعض المناطق بالسعودية ولكن كان القمع هى القوة الوحيدة التى استخدمتها السعودية لتفريق المظاهرات ومد التمرد الشيعى القادم من البحرين، وبالتالى كان من البديهى منح عبدالله حق اللجوء إلى الرئيس اليمنى على عبدالله صالح قبل أن يعود مرة أخرى لبلاده”.
وأضاف بيسموت “بطبيعة الحال وبقمع المملكة لأى حركات تمرد أو احتجاج أعطى العاهل السعودى سلسلة من المنح الاقتصادية للمواطنين، وعاونه فى ذلك تركيز أمريكا والغرب أكثر على ما يحدث فى شمال أفريقيا وتحديدا بمصر وتونس وليبيا وترك الفسحة للسعوديين لتنظيم صفوفهم ومواجهة أى ثورة”.
وأكد الكاتب الإسرائيلى أن النفط السعودى يقف وراء العقل السعودى وأن الشراكة الناجحة بين الملك عبد الله والغرب فى إضعاف إيران أكبر منافس فى العالم الإسلامى أعطاه المزايا لوقوف الغرب بجانبه ضد أى تمرد.
وفى نهاية مقاله قال الكاتب الإسرائيلى إن هناك تشكيكا فى قدرة صمود تلك الشراكة الأجنبية مع المسؤولين
السعوديين فى مواجهة المد الثورى العربى وأن جلب الديمقراطية للمملكة العربية السعودية قد يأتى حتى لو أنه سوف يستغرق سنوات عديدة.
أضف تعليق