عربي وعالمي

جعل ليبيا أثناء الحرب العراقية الإيرانية مخزن الأسلحة والعتاد الإيراني
إيران تعتبر مقتل حليفها الأكبر.. نهاية ديكتاتور أسود

إيران التي لم تعترف بالمجلس الانتقالي الليبي، والتي ساعدت القذافي في حربه ضد الثوار الليبيين، حسب ما أكدته الدول الغربية، استقبلت نبأ مقتل العقيد الليبي معمر القذافي حليفها بالأمس بابتهاج، واتضح ذلك في موقف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمان برست، اليوم الجمعة، الذي عبر عن ابتهاجه بمقتل معمر القذافي، واصفاً ذلك بالانتصار الكبير للشعب الليبي، وقدم له التهاني بهذه المناسبة.


وذكرت وكالة “إيسنا” شبه الرسمية الإيرانية، أن مهمان برست قال تعليقاً على مقتل القذافي: “إن نهاية المستبدين وظلمة التاريخ هو الهلاك”، داعياً إلى بناء سلطة شعبية في ليبيا حسب تعبيره، واصفاً سلطة القذافي، الذي كان يعد من أهم حلفاء إيران قبل بضعة أشهر، بـ”الديكتاتورية السوداء”، مشيرا إلى استعداد بلاده لنقل تجاربها إلى ليبيا والمشاركة في إعادة بناء هذا البلد العربي.


ويرى المراقبون أن إيران بمباركتها مقتل معمر القذافي، أحد أهم حلفائها العرب، تحاول انتهاز الفرصة المتبقية لتعوض عدم اعترافها بالمجلس الانتقالي إلى الآن، وهذا ما يفسر تغريدها خارج سرب حلفائها الآخرين في مواقفهم من نظام القذافي، مثل الرئيس الفنزولي هوغو تشافيز والرئيس السوري بشار الأسد.


يذكر أن القذافي كان أحد أهم حلفاء إيران وبعد انتصار ثورة عام 1979 ببضعة أيام، كان العقيد عبدالسلام جلود، الرجل الثاني في ليبيا حينها، من أوائل المهنئين الذين وصلوا إلى طهران. وبدأت العلاقات تتطور بين البلدين، بالرغم من تعثرها لفترة قصيرة نتيجة للضغوط التي مورست من قبل بعض الأوساط في السلطة الإيرانية بخصوص مصير الإمام موسى الصدر، قائد شيعة لبنان، والذي اختفى في ليبيا بعد أن حل ضيفاً عليها.


كما أن ليبيا كانت داعماً لإيران في الحرب مع العراق، فقد نشر موقع “فردا” الأصولي القريب من عمدة طهران، وأحد كبار قادة الحرس الثوري السابقين الجنرال محسن قاليباف، تقريراً حول التعاون العسكري بين إيران وليبيا، جاء في مقدمته: “لم ينشر من قبل أي تقرير حول المساعدات العسكرية التي تلقتها إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية من ليبيا، فالقذافي بالرغم من أنه خطف الإمام موسى الصدر، لكنه أصدر بياناً ضد صدام حسين، ولصالح إيران، إلا أنه في النهاية ضغط على إيران لإيقاف الحرب مع العراق. وبالرغم من كافة التناقضات كان القذافي أهم حالفائنا في الحرب المفروضة علينا”.


وحول موقف ليبيا من الحرب العراقية الإيرانية أضاف التقرير نقلاً عن نبأ لوكالة أسوشيتدبرس بتاريخ 10 أكتوبر 1980: “مع بدء الحرب لم يكن موقف حافظ الأسد واضحاً، إلا أن القذافي اتخذ بعد مرور 20 يوما على الحرب موقفا صريحا، وبعث برسائل إلى قادة العرب دعاهم فيها علنا إلى الوقوف إلى جانب الإخوة المسلمين في إيران”.


يذكر أن العراق قطع حينها علاقته بليبيا، ووصفت صحيفة الجمهورية الرسمية الموقف الليبي بـ”الخياني”.


ووصفت الصحف الغربية الصادرة أثناء الحرب العراقية الإيرانية ليبيا بمخزن الأسلحة والعتاد الإيراني، حيث شملت الأسلحة التي استلمتها إيران أنواع الألغام الأرضية والبحرية وصواريخ أرض أرض من طراز سكاد، وصواريخ مضادة للطائرات من طراز سام 2 والصواريخ المضادة للدروع من طراز تاو، وقطع بحرية أمريكية الصنع.


ولم يتوقف التعاون بين البلدين عند حد تزويد إيران بالأسلحة، بل كشف هاشمي رفسنجاني الذي كان يدير الحرب من جانب إيران بالنيابة عن قائد النظام آية الله خميني، عن وجود مستشارين عسكريين ليبيين إلى جانب الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية.


ومن أهم الشخصيات الإيرانية التي زارت ليبيا يمكن الإشارة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عندما كان رئيسا للجمهورية، وهاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق، ومحسن رفيق دوست، آخر وزير للحرس الثوري قبل حل هذه الوزارة، والوزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية السابق منوشهر متكي.