عربي وعالمي

هل يرواغ نظام الأسد بموافقته على المبادرة العربية؟

أثار قرار الحكومة السورية الموافقة على المبادرة العربية جملة من ردود الأفعال المتباينة بين مؤيد يرى فيه خطوة إيجابية للوصول إلى حل سياسي سلمي، ومعارض يؤكد أنه محاولة مجرد مراوغة من قبل النظام لكسب الوقت.
وتقضي الخطة العربية بوقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية وإطلاق سراح المعتقلين وإيجاد آلية لمتابعة وقف العنف على الأرض من خلال المنظمات العربية والسماح بدخول الإعلام العربي والدولي ثم بدء حوار وطني برعاية الجامعة العربية بين النظام السوري وكل مكونات المعارضة السورية.
ويرى الباحث السوري شادي جابر أن القرار الأخير يمثل خطوة إيجابية بالاتجاه الصحيح، و”إذا ما تم الالتزام ببنوده وتنفيذها عملياً من قبل السلطة أولاً، وبقية الأطراف تالياً، فإن ذلك سيفتح الباب أمام التوصل إلى حل سياسي توافقي يعفي البلاد من مخاطر حقيقية وكبيرة تحدق بها”.
لكن جابر يؤكد وجود بعض الثغرات في الاتفاق تمنح هامش مناورة للنظام كما في “البند الثالث الذي يتحدث عن إخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وهذا البند برأيي يحتمل وجهين، ويعطي النظام هامش مناورة كونه لم ينص صراحة على سحب الجيش والدبابات من المدن كما كانت تشترط المعارضة للذهاب إلى الحوار”.
ويؤكد أن الاتفاق لم يحدد من هي الجهة التي ستقوم بإخلاء المدن والأحياء من جميع المظاهر المسلحة في ظل وجود مسلحين في بعض المناطق الساخنة كمدينة حمص على سبيل المثال لا الحصر.
ويقول الصحفي والناشط السوري إياد شربجي: “أعتقد أن النظام يراوغ لكسب مزيد من الوقت، لكن لا مفرّ الآن أمامه سوى أن يطبق بنود القرار العربي، فإن فعل فالشارع السوري سيظهر على حقيقته مع خروج الأمن والجيش من الشوارع، وستنقلب موازين القوى بشكل نوعي يصبح في الشارع هو المسيطر”.
وأضاف: “وإن لم يفعل فهو سيضع نفسه بمأزق أمام الجامعة العربية التي منحته الفرصة الأخيرة لإصلاح الموقف، أو رفع الغطاء عنه وترك الأمر للمجتمع الدولي، إن حصل ذلك فإن موقف روسيا والصين ستأخذان بعين الاعتبار هذا الأمر، ولن تستطيعان الدفاع عن جثة هامدة، وسيصدر قرار دولي يحسم الأمر”.
ويرى الإعلامي السوري توفيق الحلاق أن النظام السوري أراد بموافقته في اللحظة الأخيرة على المبادرة “أن يتفادى سقوطا وشيكا وأن يتعرض رموزه وأزلامه إلى المحاسبة الشعبية والدولية بعد أن بدأ يفقد أصدقاءه”.
واضاف: “الصينيون أيدوا جهود الجامعة لحل الأزمة السورية, والروس لم يجدون صدى لمناشداتهم النظام بالكف عن العنف والحوار الجاد مع المعارضة، وإيران تخشى من انهيار نظامها من الداخل نتيجة تعاطف المعارضة الشعبية الإيرانية مع الثورة السورية، وحزب الله لن يكون بمقدوره مساندة النظام بمنأى عن إرادة الإيرانيين”.
ويعتقد الحلاق أن نظام الأسد سيستمر في صد التظاهرات بعنف شديد مع التضليل الإعلامي قبل وصول المراقبين العرب، لكنه يرى أن الأسد “قد يفاجئ العالم بخطاب يعلن فيه تنحيه حقنا للدماء وتكليف نائبه فاروق الشرع برئاسة البلاد لفترة انتقالية ومن ثم الهروب مع أعوانه إلى خارج البلاد”.