في تقرير نشرته الثلاثاء وتزامن مع إعلان وزارة الصحة المصرية عن مقتل 26 شخصا وإصابة المئات في اشتباكات ميدان التحرير وسط القاهرة، اتهمت منظمة العفو الدولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بعدم الوفاء بوعوده، قائلة إن “بعض انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت منذ تسلمه إدارة شؤون البلاد هي أسوأ مما كانت عليه الحال في ظل نظام الرئيس السابق حسني مبارك”.
ونقل التقرير عن فيليب لوثر، مدير منظمة العفو الدولية لشؤون الشرق الأوسط، قوله: “بتقديمه آلاف المدنيين للمحاكمة أمام محاكم عسكرية، وبقمعه متظاهرين مسالمين، وبتوسيعه نطاق تطبيق قانون الطوارىء الذي كان مطبقا في ظل مبارك، فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة انتهج نظاما قمعيا حارب ضده متظاهرو 25 يناير بقوة من أجل التخلُّص منه”، موضحاً أن “المحصِّلة حول احترام القوانين الإنسانية تظهر أنه بعد تسعة أشهر في مصر، خنق المجلس الأعلى للقوات المسلحة أهداف وتطلُّعات ثورة 25يناير”.
وأكَّدت المنظمة أنه في مجال القضاء، عمل النظام العسكري على “تأزيم الوضع”، مشيرة إلى أن 12 ألف مدني قد مثلوا أمام محاكم عسكرية، خصوصا بتهم ارتكاب “أعمال عنف طفيفة”، أو “التصدي للجيش”.
ويأتي هذا فيما دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية مساء الاثنين في بيان له القوى السياسية في البلاد إلى “حوار عاجل” إثر تفاقم المواجهات الدامية في البلاد لليوم الثالث على التوالي بين الشرطة ومحتجين، موجهاً الدعوة الى “كافة القوى السياسية والوطنية الى حوار عاجل لدراسة أسباب تفاقم الأزمة الحالية ووضع تصورات الخروج منها في أسرع وقت ممكن حرصا على سلامة الوطن”، بحسب البيان الذي أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وأعرب المجلس الأعلى للقوات المسلحة “عن بالغ أسفه لسقوط ضحايا ومصابين في هذه الأحداث المؤلمة، وقدم خالص التعازي لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين”.
وأضاف البيان أن المجلس “أصدر أوامره لقوات الأمن باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتأمين المتظاهرين والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس في إطار القانون”.
وأكد المجلس في بيانه “إيمانه العميق بأن التظاهر السلمي حق مشروع للمواطنين إلا أن الأمر لا ينبغي أن يخرج عن نطاق التظاهر السلمي مهما كانت الظروف حرصا على سلامة جميع أبناء الوطن”.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية رفض في وقت سابق مساء الاثنين استقالة حكومة عصام شرف كما نقل التلفزيون المصري عن مصدر عسكري.
أضف تعليق