شعراء سبر

بيني وبينك .. ألف درع سيدي

في خضم نضال الشعب الكويتي ضد حكومة “القبيضة” يتولد الإبداع. والشاعر ماجد الخالدي أبدع هذا النص الشعري ليعبر فيه عن رأيه ورأي الكثيرين في الأحداث الحالية. 
بيني وبينك .. ألف درع سيدي 
وحدائد القضبان .. والحُجّابُ 
 
بيني وبينك سور قصرك عاليا 
أنا لا أراكَ .. فهل يُفك البابُ ؟ 
 
هل بعد صمتك سوف أسمع كلمةً ؟ 
أنا في الحقيقة حائرٌ مُرتابُ 
 
حسناً .. لندخل في حديث قلوبنا 
إخفاء أصوات القلوب عذابُ 
 
أنا لن أحوم ولن أدور وفي يدي 
من كل أبناء الكويت جوابُ 
 
خذه لتقرأ فيه أصدق كلمةٍ 
خذه ففيه هدايةٌ وصوابُ 
 
واقرأ بكاء الناس بين سطوره 
أدموعنا فوق الخدود سرابُ ؟ 
 
ازّلزلت أرض الكويت بصيحةٍ 
وتصدّع التاريخ .. والأحقابُ 
 
وأتاك صوت الشعب يعلو ثائراً 
فالشعب ليس يخيفه الإرهابُ 
 
ارحل .. ترددها الجموع بحرقةٍ 
فيهم كبار السن .. والطلابُ 
 
ارحل .. وخذ معك اللصوص بسرعة 
ندري بأن كبيرهم نصّابُ 
 
ارحل .. بطانتك التفاهة كلها
لا العلم يجمعها ولا الآدابُ
 
ارحل لقد سخطت عليك جوامعٌ
وكذا الحسينيات .. والأعرابُ
 
ارحل .. نريدك أن تغادر .. إنها
طعنت أمانينا الصغارَ .. حرابُ
 
ارحل لأنك لا تناسب شعبنا
وتعددت لرحيلك الأسبابُ
 
ارحل .. طعامك فاسدٌ ومُسممٌ
حتى الذباب رماهُ وهو ذبابُ
 
ارحل .. تحملناك حتى خاننا
الصبر الجميل وثارت الأعصابُ
كيف الكويتيون يسقط عزهم ؟
هذا بمعتقلٍ .. وذاك مُصابُ
أرسلت من يعوي لنشعر بالأسى
وبأننا في أرضنا أغراب
 
لكننا اجتزنا الكمين بحكمةٍ
وجرت بنا نحو الشموس ركابُ
 
لمَ لا تريد بأن تُحاسب مثلنا ؟
هل أنت رب ما عليه حسابُ ؟
 
أسحلتَ دكتوراً بدون قضية ؟
بالفعل .. إن الشعب فيه كلابُ
 
المرتشون هم الكلاب حقيقةً
لا المال يسترهم ولا الأنسابُ
 
سُرقت ملايين البخور بغفلةٍ
أبمال شعبك تُشترى الأطيابُ ؟
 
وإذا رحلت وجاء بعدك فاسدٌ
فسلاحنا في وجهه استجوابُ
 
وإذا رشى النواب مثل صنيعكم
عودوا نعد .. وبالاعتصام عقابُ
 
الشعب أكبر من بقائك فوقه
وأهم منك .. فهل هناك متابُ ؟
 
مستشفيات بلادنا مكتظةٌ
أيحس في أبنائنا القصّابُ ؟
 
ومدارس الأطفال أقصى همها
الحفظ , والتلقين , والإعراب
 
ومشاكل الإسكان فينا استفحلت
كم من أبٍ قد شاب وهو شبابُ
 
أرض الحضارة والتقدم عندكم
جُحرٌ لسجن الرأي .. أو سردابُ
 
عبثوا بها التجار.. أنت تعينهم
والمفسدون .. ومن لهم أنيابُ
 
شاهت وجوه المرتشين بموطني
فليصلبوا ولتُرفع الأخشابُ
 
يا أيها المأجور .. من نوابنا
لك من جموع الناخبين .. عتابُ
 
لك كُحلةٌ .. لك عندهم تنورةٌ
وخلاخلٌ .. وأساورٌ .. ونقابُ
 
يا عورة الوطن الجميل خذلتنا
فليُحث في الوجه الرخيص تُرابُ
 
قذرٌ وإن غسلتك أطهر بركة
عارٍ وإن كانت عليك ثيابُ