عربي وعالمي

فيسك: البرلمان سيكون برلمان الإخوان المسلمين
المصريون يتحدون الخوف ويبهرون العالم

بعد أن مضى اليوم الأول بهدوء وإقبال كبير، وفي ظل تواصل عمليات الاقتراع في اليوم الثاني للمرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية المصرية، بعد ثورة 25 من يناير التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، سيطرت الانتخابات المصرية على معظم تغطيات الصحف العربية والعالمية، ومنها الغارديان التي خرجت بعنوان رئيسي على صفحتها الأولى يقول: الناخبون يتحدون الخوف من العنف ويخرجون للانتخاب بأعداد غفيرة غير مسبوقة، من دون أنباء عن وقوع احداث امنية، في اول اقتراع حر منذ أكثر من ثمانين عاما.

ونوهت الصحيفة الى ان ميدان التحرير بدا شبه فارغ من المحتجين، في وقت شوهدت فيه طوابير طويلة في مقرات حكومية ومدراس تحولت الى مراكز اقتراع في العاصمة.

واستكمالا لتغطيتها خرجت الصحيفة بعنوان آخر يقول: الانتخابات المصرية.. “صوتي سيحدث فرقا” بعد 11 شهرا من سقوط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، حيث تنقل الصحيفة مشاهد وتعليقات من مصريين حول الانتخابات وتأثيرها عليهم.

وفي صحيفة الاندبندنت نطالع عنوانا يقول: مصر تحتضن يومها الثوري من الديمقراطية، حيث خرج الملايين للإدلاء بأصواتهم وسط أجواء خلت من العنف.

وينقل مراسلو الصحيفة صورا عن طوابير وصل طولها الى نحو كيلومتر منذ ساعات الصباح الاولى، حيث احتشد المصريون في مراكز الاقتراع في مشهد لم تشهد مصر له مثيلا منذ ثورة عام 1952 التي افتتحت عصرا من الاستبداد استمر نحو ستين عاما.

وتذّكر الصحيفة بالسنوات السابقة التي قضاها المصريون في انتخابات معدة ومفبركة سلفا، لكنهم وجدوا انفسهم يوم الانتخابات الاخيرة امام خيار ترشيح من يريدون من اكثر من 55 حزبا وتنظيما سياسيا تتنافس على 498 مقعدا في مجلس الشعب المصري.

وفي مقال آخر للكاتب الرئيسي في الصحيفة حول شؤون الشرق الاوسط روبرت فيسك نقرأ: لمعات من بريق ديمقراطية حقيقية، لكن تبدو الصورة اقرب للخيال منها للحقيقة، فرجال الشرطة والجيش نزلوا للشوارع، لكن المصريين تجاهلوهم وهم يصطفون في طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع.

ويقول الكاتب ان الذي لا شك فيه ان البرلمان سيكون برلمان الاخوان المسلمين، وحتى ان سموا انفسهم حزب الحرية والعدالة، سيحتاجون الى ائتلاف من اجل ان يحكموا، هذا اذا لم يكن الجيش هو الحاكم الحقيقي.

ويخلص الى ان مصر العلمانية ربما ماتت بعد يناير وفبراير، لكن الثورة ما زالت قائمة حتى وان كانت بين صفوف المحتجين في ميدان التحرير، الذين تراجعت اعدادهم، ووضعت صور قتلى نوفمبر في اماكن اقل ظهورا، وتلاشت الاصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات.