إزاء التفجيرات التي استهدفت تجمعات شيعية في كابول ومزار شريف أثناء إحياء ذكرى عاشوراء، والتي أسفرت عن مقتل 58 شخصا وإصابة أكثر من 160 آخرين ألغى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي زيارة كانت مقررة لبريطانيا، حيث أدان الهجوم، متهماً حركة طالبان بتنفيذه قائلا إنها المرة الأولى التي تشهد فيه هذه المناسبة وقوع هجوم إرهابي على حد تعبيره.
ووقع أحد الانفجارات في العاصمة كابول في مركز المدينة بالقرب من ضريح “أبو فضل”، وهو ضريح مقدس لدى الشيعة، حيث تجمع المئات لإحياء يوم عاشوراء ومقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، فيما قال أحد المسؤولين الأمنيين لوكالة أنباء فرانس برس إن انتحاريا فجر نفسه بالقرب من مدخل الضريح وسطح حشد من الرجال والنساء والأطفال، حيث شوهدت الجثث تنقل في صناديق العربات بينما نقل الجرحى برفقة أقربائهم وأصدقائهم.
وفي مدينة مزار شريف كبرى مدن شمال افغانستان انفجرت دراجة مفخخة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، ووقع الانفجار قرب مزار هام في المدينة مقدس لدى المسلمين شيعة وسنة، بينما كان رتل من عربات يستقلها شيعة يمر بالمكان، وفي قندهار انفجرت دراجة نارية مفخخة مما أدى إلى جرح ثلاثة مدنيين حسب ما صرح به متحدث باسم حاكم إقليم قندهار.
ويذكر أن إحياء المناسبات الشيعية كان محظورا إبان حكم طالبان. ويمثل الشيعة 20 في المئة من تعداد سكان افغانستان، كما أن لأفغانستان تاريخا من التوتر والعنف الطائفي بين السنة والشيعة، لكن الهجمات ذات الطابع الطائفي انحسرت منذ سقوط طالبان.
هذا وقد أدانت حركة طالبان في بيان أصدرته الهجمات وحملت ما وصفت بـ “العدو الغازي” مسؤوليتها، ووصف الهجمات بأنها “لا إنسانية” و “منافية للتعاليم الإسلامية”، في حين لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات.
وكان كرزاي يعتزم اجراء محادثات في بريطانيا مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد مشاركته في مؤتمر عقد في بون في ألمانيا حول مستقبل بلاده بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي المقرر عام 2014.
أضف تعليق