عربي وعالمي

رابى: مصر مضطرة إلى السلام وسوريا قد تتحول لدولة فاشلة

 البروفسور الإسرائيلى عوزى رابى، رئيس مركز “ديان” لدراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، استبعد إلغاء معاهدة “كامب ديفيد” للسلام بين مصر وإسرائيل، موضحًا أن السبب الرئيسى من وجهة نظره من عدم إلغاء الإسلاميين لمعاهدة السلام عقب صعودهم للحكم فى مصر هو أن التحدى الأول الذى تواجهه اى جهة لدى توليها زمام السلطة فى مصر هى إنعاش الاقتصاد المصرى المتأزم بعد الثورة، مضيفا أنه لتحقيق هذا الهدف ستكون القيادة المصرية المستقبلية مضطرة إلى الاستعانة بالولايات المتحدة وباتالى الغاء معاهدة السلام غير وارد. 
وأوضحت الإذاعة العبرية أن رابى توقع أيضا مرحلة معقدة فى العلاقات بين تل أبيب والقاهرة، وذلك لأن البرلمان المصرى الذى سيهيمن عليه “الإخوان المسلمون” يليهم التيار السلفى متمثلا فى حزب “النور” سيشهد نداءات لمراجعة معاهدة السلام وإدخال تعديلات فى بعض بنودها فى حين أن الرئيس المصرى القادم سيكون مضطرا إلى بلورة السياسات التى ستضمن استفادة مصر اقتصاديا من ثمار معاهدة السلام ومن العلاقات مع واشنطن، مضيفا أن ما يحدث حاليا هو نوع من الحرب الكلامية الباردة بين إسرائيل ومصر ما بعد الثورة. 
وأشار الراديو الإسرائيلى إلى أن عام 2011 حطم أكثر من أسطورة عربية وشرق أوسطية بسبب حالة الإحباط السياسى والاقتصادى والاجتماعى التى عاشتها بعض الشعوب العربية خلال العقود الماضية، وانتقلت من ساحة الحركات المحظورة إلى الفضائيات، ومنها إلى الشبكات الاجتماعية وبعدها إلى الميادين والبرلمانات والقصور بالشكل الذى فاجأ وأحرج ليس فقط أجهزة الاستخبارات الغربية فقط، بل الحكام العرب والمحتجين أنفسهم أيضاً. 
واستعرض رئيس مركز “ديان” الإسرائيلى خلال حديثه للإذاعة العبرية أبرز ملامح الربيع العربى وحصاد عام 2011 ورسم خريطة الشرق الأوسط ما بعد المرحلة الأولى من موسم الثورات العربية، متوقعاً رحيل نظام الرئيس السورى بشار الأسد خلال 2012 المقبل وسط عدم استبعاد أن يطال الربيع العربى بعض الأنظمة الملكية فى المنطقة خلال السنوات المقبلة. 
ورأى رابى أن عام 2011 شهد عربيا نقطة تحول فى العلاقة بين السلطة والشعب، مشيرا إلى التوجهات الأبرز التى تمخض عنها “الربيع العربى”، أولها تحطم جدار الخوف ومعادلة العلاقة التى كانت تسود بين الحكام العرب والشعوب، وبالتالى انتقال القوة من الحكام الدكتاتوريين إلى الشعوب.
وقال الأكاديمى الإسرائيلى إنه لا أحد يتمتع بالحصانة تجاه رياح الربيع العربى فى المنطقة التى تضرب ليس أنظمة دكتاتورية لينة مثل مصر وتونس، بل تطال أيضا الأنظمة الأكثر تشددا مثل سوريا وليبيا، وقد تستهدف مستقبلا بعض الأنظمة الملكية مثل المغرب والأردن وحتى المملكة العربية السعودية.
وأضاف رابى أن من أبرز التوجهات التى نتجت عن ثورات الربيع الربيع العربى هيمنة التيارات الإسلامية على الساحة العربية بعد “اختطاف الثورات” من أيدى الجهات الليبرالية التى أطلقتها، مضيفا أن السياسة الأمريكية فى المنطقة والانسحاب من العراق والموقف من الرئيس السابق حسنى مبارك خلقت نوعا من الفراغ، والنتيجة تعاظم لاعبين إقليميين كتركيا وإيران على حساب الدول العربية، التى لعبت دورا قياديا قبل الربيع العربى. 
وعن الوضع فى سوريا توقع رابى رحيل الأسد خلال عام 2012، مضيفا أن سوريا قد تتحول لساحة حمام دم من حرب أهلية من النوع الذى قد يكون على النمط العراقى وربما أخطر منه، وذلك لأن سوريا دولة متعددة الطوائف “علويون وسنة وشيعة وأكراد ومسيحيون”، زاعما أن سوريا قد تتحول إلى دولة فاشلة ذات مناطق مهجورة قد تلجأ إليها تنظيمات متطرفة مثل تنظيم القاعدة. 
واستبعد رابى سيناريو التدخل الدولى المباشر فى سوريا، خاصة بسبب انشغال الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى المعركة الانتخابية بعد سحب قواته من العراق، موضحا أن المطروح حاليا زيادة الضغوط الدولية والإقليمية على الأسد، خاصة من جانب المملكة العربية السعودية وتركيا الدولتان السنيتان المعنيتان بسقوط نظامه.