عربي وعالمي

محلل: التسليح الأمريكي للسعودية دعم لإسرائيل ضد إيران

صفقة السلاح التي أمدت بها أمريكا المملكة العربية السعودية، لم تأت لزعزعة الأمن الإسرائيلي في المنطقة، بل جاءت في الأساس لدعم الدولة الإسرائيلية ضد العدو الأول “إيران”، ولهذا فلا داع للتخوف الإسرائيلي من هذه الصفقة، هذه كانت رؤية المحلل العسكري الإسرائيلي بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلكيس فيشمان، الذي بين أن الولايات المتحدة درست هذا الأمر بعناية فائقة منذ حوالى عامين مع إسرائيل، كما قدمت ضمانات وتعهدات سياسية وعسكرية فى قضايا تعتبر حساسة وسرية جداً، تحفظ التفوق العسكرى الإسرائيلى فى منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الموافقة على تزويد إسرائيل بوسائل قتالية متطورة إضافية”.



وكشف فيشمان أن كل النقاشات والاجتماعات التى دارت بين الولايات المتحدة وإسرائيل، قبل قرار تمرير هذه الصفقة، كانت تحت عنوان استمرارية الحفاظ على المزايا النوعية والفعلية لإسرائيل أمام جاراتها فى المنطقة، وعليه فإن موظفى وزارة الدفاع الإسرائيلية ناقشوا مع الأمريكان كل ما يتعلق بهذه الصفقة بدقة، وطالبوا بتعويضات تتناسب مع درجة الخطورة المترتبة على إبرام مثل هذه الصفقات.



وأضاف: “ومن الناحية الاستراتيجية، فإن الصفقة السعودية تعتبر إيجابية، حتى وإن لم تعترف إسرائيل بذلك صراحة، لأن العدو الحقيقى لإسرائيل اليوم ليس بالضرورى أن يكون العالم العربى السنى وإنما إيران وعليه فإن كل دعم عسكرية مناهض لإيران هو بمثابة دعم مباشر لأمن إسرائيل، على حد قوله”.



وأشار فيشمان إلى أنه قبل حوالى 15 عاماً واجهت إسرائيل نفس هذه المعضلة عندما جرى إنجاز صفقة عسكرية لطائرات F15 مع السعودية ارتعدت لها إسرائيل واعتبرت ذلك تهديداً مباشراً لأمنها وحينها طالبت من الأمريكان عدم إرفاق وسائل هجومية مثل جو أرض مع الصفقة ليكون من السهل إسقاطها عبر طائرات F15 الإسرائيلية، وقد انتاب إسرائيل تخوفات شديدة من وضع هذه الطائرات فى قاعدة تبوك السعودية، والتى تبعد مسافة خمس دقائق جواً عن إسرائيل، وقامت بدورها بنصب بطاريات صاروخية مضادة للطيران فى مدينة إيلات.



وأضاف المحلل الإسرائيلى، “حتى إن هذه الصفقة عززت الشعور بالحصار الدقيق والقوى وكسر الاحتكار الإسرائيلى فى مجال التكنولوجيات المتطورة، وعليه فإن صفقة اليوم تشبه تماماً تلك الصفقة، ولكن التدخل الإسرائيلى فيها أصبح مختلفاً، لأن الصورة الاستراتيجية السياسية فى المنطقة أصبحت مختلفة تماماً وتوازن القوة فى الشرق الأوسط تغيير أيضاً، وعلى ذلك فإن عملية وضع طائرات F15 متقدمة فى السعودية وأجهزة دفاع لاعتراض الصواريخ فى دول الخليج العربى أصبحت جزءاً من الاستعدادات القريبة ضد التهديد الإيرانى وإسرائيل نفسها هى جزء منها”.



وأوضح المحلل العسكرى الإسرائيلى أن السبب الأخير هو الحاجة الأمريكية إلى تقوية المجال الجوى السعودى بعد إخلاء الجيش الأمريكى لخمسة مطارات فى العراق، ليكون أرضية خصبة وصلبة لاستيعاب القوة الجوية الأمريكية فى حالات الطوارئ، الأمر الذى يعتبر حتماً يصب فى مصلحة إسرائيل الأمنية لردع إيران، كون مطار “تبوك” العسكرى السعودى يشكل اليوم مشكلة ثانية أمام ما يحدث فى مضيف هرمز، على حد قوله.



وأنهى فيشمان تقريره بالصحيفة العبرية قائلا، “إنه على كل حال فإن الصفقة العسكرية الضخمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج لم توقع بعد، وحتى هذه الصفقة، والتى لها علاقة مباشرة فى الدفاع عن المصالح الاقتصادية والعسكرية الأمريكية فى الخليج، يوجد أيضا لإسرائيل ما تقوله بهذا الصدد، فهى مازالت تدير مفاوضات مع الأمريكان لمناقشة العديد من التحفظات ونيل المزيد من التعويضات لصالحها مقابل إبرام هذه الصفقة”.