عربي وعالمي

صراعات المعارضة السورية تعمّق جراح السوريين

الشعب السوري الذي يعاني منذ بداية ثورته في مارس من العام الماضي، حيث سالت دماء ما يزيد على 6000 من أبنائه، فيما تم اعتقال عشرات الآلاف الذين ضاقت بهم السجون السورية ما دعا نظام بشار الأسد إلى إطلاق سراح السجناء الإيرانيين ليتم استبدالهم بآلاف من أفراد المعارضة رجالاً وشيوخاً وأطفالاً ونساء، إلى غير ذلك من أعمال القمع وألوان التعذيب، يبدو أنَّ هذا الشعب يتجرع كؤوس المرارة لا من النظام القابع والجاثم على صدره ولا من التخلي الدولي عن قضيته حيث لا شيء يغري على التدخل لإنقاذه فحسب، بل يزيد من معاناته ما يجري من صراع وخلافات بين المعارضة ذاتها.

أكثر من صحيفة بريطانية تناولت الأزمة السورية، ومنها “الديلي تليغراف” التي تطرقت إلى تلك الخلافات بين قوى المعارضة السورية وقالت إن هذه المعارضة فشلت حتى الآن في إقامة جبهة موحدة للتصدي لأعمال القمع الجارية في سوريا والتي ارتفع عدد ضحاياها رغم نشر مراقبي الجامعة العربية.

وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الفائت بين المجلس الوطني السوري المعارض الذي يرأسه برهان غليون وهيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي قد اصبح في (خبر كان).

أما صحيفة “الفايناشيال التايمز” فقالت إن فشل المعارضة السورية في الوصول إلى اتفاق يخلق معضلة للدول الغربية التي تريد التواصل مع معارضة سورية موحدة وتتحدث بصوت واحد، مؤكدة أن خلافات المعارضة السورية تطرح أسئلة حول قدرتها على الحكم في حال سقوط نظام “الأسد”.

وختمت الصيحفة مقالها بالقول بأن العديد من المراقبين يشعرون بالقلق إزاء الفشل الواضح للمجلس الوطني السوري في خلق الآليات التي تمكنه من تحويل إعلاناته وبياناته إلى قرارات حاسمة حول عمل المعارضة.