عربي وعالمي

تصعيد ميداني في سورية ورفض لتدخل القوات العربية

لم تزل قوات الأمن السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد تمارس الضغوطات و التصعيد الميداني الذي اسفر عن مقتل 29 مدنياً أمس، وبعد أيام من إعلان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعمه إرسال قوات عربية إلى سورية، رفضت دمشق على لسان مصدر رسمي في وزارة الخارجية هذا الاقتراح، مهددة بالتصدي له. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس، إن “سورية تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها، وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”. وأكد المصدر المسؤول أن “الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه تحت أي مسمى كان، وسيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سورية وسلامة أراضيها”. ولفت إلى أنه “سيكون من المؤسف أن تُراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة، لاسيما بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم”. إلى ذلك، قال مصدر عربي أمس، إن النظام السوري لن يعترض على تمديد مهمة المراقبة التي تقوم بها الجامعة العربية شهراً آخر، حيث ينتهي تفويض البعثة يوم غد الخميس، ومن المنتظر أن يبحث وزراء الخارجية العرب مستقبلها في اجتماع يوم 22 يناير الجاري. وذكر المصدر أن النظام سيوافق على زيادة عدد المراقبين الذي يقل حالياً عن 200، لكن لن يسمح بتوسيع صلاحياتهم أو بإعطائهم مهمات تقصي حقائق رسمية أو بدخولهم “مناطق عسكرية” لم يتم الاتفاق عليها. ومن جانب أخر أفرجت السلطات السورية أمس عن المعارض البارز والناشط الحقوقي نجاتي طيارة (66 عاماً) المعتقل منذ 12 مايو المنصرم. وألقت القوات الأمنية القبض على طيارة في مدينة حمص إثر تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، وأحيل إلى القضاء بتهمة “النيل من هيبة الدولة” إلى أن أُخلي سبيله في 31 أغسطس، ليتم اعتقاله من أمام باب السجن من قبل المخابرات الجوية. وشهدت سورية أمس تصعيداً ميدانياً خطيراً، إذ قتل 35 شخصاً على الأقل هم 29 مدنياً توزعوا على مختلف المناطق، إضافة إلى ضابط و5 جنود حكوميين قضوا بقذائف صاروخية أطلقها مسلحون على حاجز في بلدة صحنايا في ريف دمشق.