سبر القوافي

خديجة حركت ساكنًا
علي الصافي قصيدة لم تمت.. ترقب قوافل الوطن

كلما صدحت فيروز

( يامركب الريح 
 خلي البحر وأنزل عبر 
من طول فرقاه دمعي فوق خدي  عبر 
حبيت والدهر علمني بحبه عبر 
شرع شراع السفر 
ع الهجر قلبه نوى 
عهد الهوى ياخلق ماعاد منه نوى 
نحنا قضينا العمر صد وحنين ونوى
 ولما التقينا
ولما التقينا  لقينا العمر ولى وعبر).
 كأنها خديجة تخبرك بأنها لم تحرك ساكنًا سوى حزنها عليك 
انتظارات ما هدأت على طرق أسفلتية، كانت قدومك إلى رفاق القلم 
فكرة الموت حتى الآن معك ياعلي لم يكتمل استيعابها لمباغتة الحدث والنبأ.

حتى الآن، لم تزل ملامحك تزور صباحات الأحبة الذين يلحق بهم الغاوون. 
 كأنك تلقي عليهم كلماتك الأولى (صباحكم سكر وين قهوتي ؟) 

أي مركب ريح لم يحتمل بقاء لك أكثر لنكمل القصيدة والحكاية؟
أي بلاد ملح وظمأ لم تمنحك ماء المطر لظهيرة حارة بقلقك ذاك المرمي على كتف من أمل 
أي حلم وأحلام كانت بضائع الموت سكنت الكفن معك ورحلت؟

 على الصافي مازلت القصيدة التي تقرأ وتعاش، أيها الشاعر الغيمة.

( يرحلُ البحرُ إنْ لمْ يجدْ عابريه

من سيوف الحروب الفسيحةِ
عادَ…
يموت على جُدُر الحارة الضيقهْ
كالذبيحةِ
كان يشق نهير دم في
رمال الظهيرة و الطرق المغلقة.
كان يحرق عشب الحديقةِ
يبحث عن ريشةٍ و خيال مآتهْ
ويفتح للفلوات الغريمة سيرتهُ.

موحشاً يسحب الموت والذكرياتِ
ويذكرُ:
كان يُفتِّح جرح الحروب الفسيحةِ- مالموت إلا
احتمالان- في ملكوت الغشاوةِ
منشطراً
صاعداً
خفقةً
خفقةً في اشتعال المكان
يسرِّحُ في الفلوات خيوليَ
في النسوة السمر سمراءَ
في الصوت صوت الذين انكسرْ
صوتهم بصداها
وفي الأصدقاء خياناتهم.

وينام قبيل الظلام على ربوةٍ خلف سور القرى
كالوليمةِ
يرقب طير البراري وليل القرى.
من وراء البيوت القديمة
كان يجئُ
يقص الحكايات عن ولدٍ قتل الجند والحاشيهْ
دس في العرش عود ثقابْ
أودع الفرس الظلمات وغاب.

عادني اليوم موتك بين العرائش والغرباءِ
وعلقت روحي على سور كفيك، والخيلُ
مذبوحةٌ فيَّ، جئتك والخيل مذبوحة فيَّ
تصفن في قدميَّ الدروب التي أجَّلت عرس خطوكَ
أني مشيتُ
فإني أساقُ إلى ليلةٍ
في القلوب أضاءت سكاكينها.

صاحبي:
فك أزرار هذا الدم المتوثِّبِ
بي
صاحبي:
يرحل البحر إن لم يجد عابريه
وما شحَّ فيَّ رحيلٌ
ولم أقطع البحرَ
والموت في موجة قادمهْ.
ما تأخرتُ
لكنها الطريق الصافنه
تصل الموت بالمدن النائمهْ.
فسلام عليك وآنَسُ موتي مصادفةً
و سلام عليك إذا ما استتبَّ الظلامُ
وأنت تراقب قافلة الليل
قرب المدينة والحتفِ
تندسُّ بين خطى العابرينْ
وتتوه).

من ديوان (خديجة لاتحرك ساكنًا)
– ولد  الشاعر علي الصافي عام 1966
– حصل على الثانوية العامة، ولم يستطع دخول الجامعة لظروف خارجة عن إرادته.
– نشرت قصائده في الصحف والمجلات الكويتية والخليجية.
– كتبت عنه العديد من القراءات النقدية.
– شارك في عدد من الأمسيات داخل الكويت، وأهمها أمسية مهرجان القرين الرابع. 
– صدر له ديوان واحد ( خديجة لا تحــّرك ساكنا).
– توفي في أول أيام عيد رمضان وفي حادث مروري 8 / 1 / 2000