عربي وعالمي

الديب لمبارك: أيها النسر الجريح لست أفضل من الرسول

محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لازالت تصنع الوقود الثوري، إذ تحولت من محاكمة تاريخية، إلى مسخرة تاريخية، على حسب وصف المدعين بالحق المدنى؛ فقد فجر المحامي فريد الديب اليوم وفي لحظات سياسية ملتهبة الأجواء مفاجأة من العيار الثقيل؛ قبل ثلاثة أيام من الذكرى الأولى لثورة 25 يناير؛ إذ دفع ببطلان محاكمة مبارك أمام محكمة الجنايات التى تنظر الدعوى، نظراً لعدم اختصاصها ولائياً بالقضية بحكم الدستور، مؤكداً أن مبارك لا يزال رئيساً للجمهورية حتى وقتنا هذا، بحكم القانون أيضاً، فى إشارة ضمنية بأن أمر التنحى كأن لم يكن.
وفند الديب دفاعه قائلا، “ترافعت فى الخمسة أيام الماضية، وتركت هذا الدفع لآخر الأيام، حتى لا يتهمنى أحد بأننى هربت من المحاكمة، كاشفاً بعدم اختصاص محكمة الجنايات بنظر الدعوى، موضحاً أن المادة 85 من دستور 1971 تنص على أن مجلس الشعب له الحق فى محاكمة رئيس الجمهورية بتهمة الخيانة العظمى أو أى جريمة أخرى، بشرط أغلبية ثلثى البرلمان، وتكون نظر القضية أمام محكمة خاصة، وتشكل من 12 عضواً، نصفهم من أعضاء مجلس الشعب والنصف الآخر من أقدم المستشارين فى الهيئات القضائية، ويتولى النائب العام المرافعة، فى هذه القضية، ويكون مقره محكمة النقض، ومن ثم يعنى ذلك بطلان جميع تحقيقات النيابة وأمر الإحالة الصادر منها.   
المرافعة بدت مستفزة لأهالى الشهداء الذين أكدوا أنهم سيشاركون فى ذكرى الثورة، للإطاحة بعناصر النظام التى مازالت تعكف على تبرئة مبارك،ورددوا هتافات”يسقط..يسقط  حكم العسكر”.
وعلى الجانب الآخر، انتابت حاله من الفرح أنصار الرئيس السابق بعد مرافعة الديب مرددين أنصار مبارك تعليقا على ذلك هتافات “الشعب يريد مبارك من جديد”.
بينما رفع أنصار مبارك صورة له وبجانبها علم مصر ووزعوا الحلوى فيما بينهم احتفالا بهذه المرافعة.
وفي نهاية المرافعة، وجه الديب ناظريه نحو القفص وقال لمبارك:”أنت يا مبارك يا نسر الجو الجريح يا قائد نسور مصر الأبطال فى حرب استرداد الأرض والكرامة  يا من حملت روحك على كفيك مرات ومرات وأنت تقاتل من أجل مصر وواجهت جبال الموت ونجاك الله لتواصل الجهاد فى السلم، بنفس الروح والإخلاص .. لا تحزن وأنت تعانى ممن غدر بك .. لا تحزن وأنت تسمع أبناءك وأهلك وقومك ينقضون عليك وأنت أعزل وينفضون من حولك بعد أن كانوا يتهافتون على لقائك، يمطرونك بالشماتة مخالفين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا تظهر الشماتة في أخيك”.
واستكمل قائلا:”لا تحزن يا مبارك وكن جلداً كعادتك فأنت لست أفضل من رسول الله الذى واجه أهل مكة، وبغيهم فتوجه إلى الطائف ومكث 10 أيام  فلم يجدهم أفضل منهم، فقذفوه بالحجارة حتى هرب إلى أحد البساتين ودعا ربه”اللهم إنى أشكو إليك ضعفى وقلة حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين وناصر المستضعفين ولا حول ولا قوة إلا بالله” .. فامثل يا مبارك ورب الدعاء والله لعل الله يفرج كربك، واذكر أن قضاة مصر لا يحكمون إلا بالعدل فإن حكموا ببراءتك فذلك فضل من الله، وإن حكموا بإدانتك فتلك إرادة الله، فاذهب إلى ساحة التنفيذ راضياً وسنودعك بالقلوب والعبرات”.