سبر القوافي

الجمع المتعصب

أولئك الذين يحترقون بسرعة تفكيرهم المحدود، رغم كبر سنّهم إلا أن تفكيرهم صغير الحجم، لا تعتقد بأن كل كبير سن كبير بعقله وتفكيره هذا خطأ، توقّع كل الأشياء من الكبار وحتى الصغار ولا تستغرب أن الصغار يتصرفون كالكبار وهذا ناتج عن تفكير كبير يمتلكونه، مفردة ” مستحيل ” هذه أحذفوها من جميع القواميس ولا أريد أن أراها مرة أخرى.
التعصّب نوعان وأكثر، سأتحدث عن التعصب القبلي والرياضي كلاهما يعطيك كيف تكون عقولنا، البعض – أعوذ بالله – يكاد يحترق بفعل حرارة التعصب الكبيرة في داخله , يخيّم على هذا الكبير الحزن ويفسح لدموعه الطريق لكي تَخرج لتأخذ مسارها في النزول والسبب خسارة ناديه المُفضل ! , هل يُعقل أن يصل بنا الحال إلى هذا الحد وننسى أبناء وبنات فلسطين والبلدان الأخرى العربية الإسلامية؟؟ أحدهم يدافع عن قبيلته ويمدحه فيها لدرجة كأنه يدافع عن رسولنا – صلى الله عليه وسلم –  الكريم ولا أرى في هذه مُبالغة أستغفر الله العظيم، لا تجعلون العالم يكملون الضحك علينا أرجوكم بلا فضائح ناتجة عن غباء وحماقة!
إذا خسر ناديك لا يعني ذلك أن تمزق ملابسك وتصرخ بأعلى صوتك مُعبرًا عن مدى تعاطفك مع تلك النتيجة المُرّة على لسانك , لا تتعجب الكثير من البشر – لا حول ولا قوة إلا بالله – وصل إلى هذه الدرجة من السذاجة وآخر يكاد يقتل كل من يشتم قبيلته – حتى لو كان على سبيل المزاح – وكم من الحسرات نُلقيها مع الآهات مع الراحلين هؤلاء وعسى أن يعودوا إلى الصواب، التعصب ما هو إلا دلالة لذلك العقل فقط لا أكثر ولا أقل مِن ذلك , كفوا عن التعصب رجاءًا , لن يقدم لكم ما تريدون , التعصب مرض .. نسأل الله العفو والعافية , قليلاً من العقلانية ومهلة قصيرة من التفكير تجد أن التعصب لا قيمة يستحقها ولا يستحق الوجود , فكروا قبل أن تتصرفوا.
إذا أستمر التعصب في محيطنا دون رقابة تحدّها أو توعية تبرز كل عيوبه وتفضحه خلوّه من المزايا فإن سيجعلنا نتكبد خسائر كثيرة وعلى أنواع , يجب أن يتوقف بتضافر الجميع وتعاونهم والمحاولة بشتى الطرق لإيقاف هذا المرض من الإنتشار ومعالجته حتى لا يتفشى بين البعض فتحل بنا كارثة وعندها نقول : يا ليت ويا ليت , أنا لن أترككم بلا حلول، ذكرت أكثر من حل سابقًا وهي الرقابة والتوعية وأضيف عليها عدم التوقف على هذه فقط بل إبتكار حلول أخرى منطقية للخلاص من هذا المرض، لا تحتاجون إلى دواء من الصيدلية، بل الداء ينتهي من أنفسكم الأمارة بالسوء أيها الجمع المتعصب.
 
        فيصل خلف
للتواصل مع الكاتب على تويتر
 @FaisalBinKhalaf