عربي وعالمي

كشف أن النظام السوري سيضغط على لبنان لمساندته
قزي: سقوط حمص ليس نهاية الثورة

-التراجع الأمريكي سببه التخوف من تسلل القاعدة وعدم الثقة في قدرة المعارضة  
-كُلّما طالت الأزمة في سوريا زاد الخطر على لبنان  
اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي في حديث إلى برنامج “الاستحقاق” من قناة “أخبار المستقبل” أن مدينة حمص تذكره ببعدها الدولي بمعركة زحلة، وببعدها الإنساني بتهجير الدامور، ومن ناحية الصمود بحرب الـ 100 يوم على الأشرفية. 
ولفت قزي إلى أن النظام السوري يريد السيطرة على حمص لأنها من الناحية الاستراتيجية تشكل الرابط بين الوسط السوري والمنطقة العلوية والبحر الأبيض المتوسط، على غرار ما أرادت الحركات اليسارية والفلسطينية في لبنان أثناء حرب السنتين السيطرة على الدامور للربط بين جبل الشوف والساحل من جهة، وبين المواقع الفلسطينية في الجنوب والمخيمات في بيروت من ناحية ثانية. أما من ناحية الصمود فان بابا عمرو يشبه إلى حد بعيد صمود الأشرفية خلال حرب المئة يوم، حيث صمد أبناء الأشرفية وحولوا مجرى الأحداث إذ انسحب الجيش السوري من أجزاء من الأشرفية وانعقد مؤتمر بيت الدين وبدأ العد العكسي لقوات الردع العربية. لكن المؤسف أن بابا عمرو خلافاً للأشرفية لم يصمد أما الجيش السوري طويلاً.
أما من الناحية الدولية فمعركة زحلة التي بدأت معركة بين المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب أساساً آنذاك والقوات السورية، تحوّلت امتحاناً للصراع الأميركي ـ السوفياتي، حتى أن إسرائيل دخلت على خط المعركة بعدما نصبت سوريا صواريخ السام 6 في سهل البقاع. ولقد غيرت معركة زحلة الصامدة وجه الحرب في لبنان وأدت إلى انتصار المقاومة المسيحية سنة 1982 وهزيمة القوات السورية وضرب الآلة العسكرية الفلسطينية. ولو استمرت المواجهة في بابا عمرو بين الجيش السوري والمعارضة السورية لكانت المعركة أخذت هذا البعد الدولي.
وتابع قزي: “أتمنى أن يصمد الشعب السوري ولا يعتبر سقوط حمص نهاية الثورة. فباب عمرو هو معركة في حرب طويلة وقاسية.”
ورداً على سؤال قال قزي: “الحالة السورية الآن أمام احتمالين: إما الدخول إلى مفاوضات بين النظام والمعارضة، والمؤشر على ذلك تعيين كوفي أنان موفدا لمعالجة الوضع السوري. وإما عسكرة الثورة السورية، والمؤشر على ذلك الموقفان السوري والقطري واتجاه الجامعة العربية.”
وقال قزي:”المؤسف أن الوضع في سوريا بدأ شيئا وأصبح أشياء أخرى. لقد بدأ ككل الثورات العربية ضد نظام ديكتاتوري مستبد، ثم تطور لان النظام لم يسقط بالسرعة عينها التي سقطت فيها الأنظمة في تونس ومصر وليبيا، فصار الوضع السوري يشبه حرباً أهلية يتداخل فيها الصراع العربي الإسرائيلي والإيراني العربي والأميركي الروسي ولعبة الأقليات والأكثريات بالإضافة إلى وجود قرارٍ إسرائيلي بتمديد الأزمة السورية أطول مدة ممكنة.”
قزي بين ان هناك  تراجعاً سلبياً في موقف الولايات المتحدة الأميركية حيال المعارضة السورية حيث بدأ المسؤولون الأميركيون كافة يُشككون بقدرة المعارضة ويتخوفون من تسلل تنظيم القاعدة إلى صفوفها ويرفضون تسليحها.
ولفت قزي إلى وجود قرار دولي وعربي وحتى سوري بالمحافظة على الاستقرار في لبنان. وأشار إلى الأطراف اللبنانيين إن المؤيدين للثورة السورية أو المؤيدبن للنظام يفضلون الهدوء. ولكنه اعتبر انه كُلّما طالت الأزمة في سوريا زاد الخطر على لبنان. وأكد أن سوريا تريد بقاء هذه الحكومة ولذلك تتجاوز 8 آذار كل القضايا التي خسرتها كتمويل المحكمة وتجديد بروتوكولها من أجل بقاء هذه الحكومة.
وكشف قزي عن وجود معلومات تفيد بأن النظام السوري سيطلب قريباً أمورا معينة من السلطات اللبنانية تشمل تدابير عسكرية وأمنية وتسهيلات اقتصادية ومالية، كما أن سوريا ستضغط على السلطة اللبنانية لتتخلى عن سياسة النأي بالنفس وتتخذ مواقف منحازة خلافاً لمصلحة لبنان.
وحول ما يُحكى عن صراع سني – شيعي في لبنان، اعتبر قزي أن هذا الصراع ليس بين المجتمعين الشيعي والسني ككل، إنما بين فئات متطرفة من الفريقين. وأكد أن اللبنانيين يحبون بعضهم البعض ويجب أن يتخطوا الأزمة السورية للمحافظة على الاستقرار.