عربي وعالمي

الليرة هبطت بنحو 13 بالمئة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية
معارضون سوريون يرفضون دعوة انان إلى الحوار

 قال كوفي انان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسوريا انه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام ليلقى انتقادات غاضبة من جانب المعارضين.
وقال انان في القاهرة حيث من المقرر أن يتوجه الى سوريا يوم السبت المقبل “حينما أتوجه الى سوريا سأبذل كل ما في وسعي للحث على وقف القتال وانهاء العنف.” ومضى يقول “لكن بالطبع فان الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على العمل معنا من اجل التوصل الى حل يحترم تطلعات الشعب السوري.” وأضاف قوله “يجب ان يتوقف القتل واننا نحتاج الى ايجاد وسيلة لوضع الاصلاحات المناسبة والمضي قدما.”
وانتقد نشطاء سوريون بشدة تصريحات عنان قائلين ان الدعوات للحوار لا تؤدي الا الى اتاحة المزيد من الوقت للاسد لقمعهم وان القمع الحكومي دمر احتمالات التوصل الى تسوية من خلال التفاوض.
وقال هادي عبد الله الناشط من مدينة حمص “نرفض اي حوار في الوقت الذي تقصف الدبابات بلداتنا ويطلق القناصة النار على نسائنا وأطفالنا ويعزل النظام كثيرا من المناطق عن العالم دون كهرباء أو اتصالات أو ماء.”
وقال نشط من أدلب في شمال غرب البلاد عرف نفسه باسم محمد “تبدو هذه مثل غمزة بالعين لبشار” واضاف “يفترض أن يقفوا في صف الشعب لكن ذلك سيشجع الاسد على أن يسحق الثورة.”
وقالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة  ان منطقة بابا عمرو بمدينة حمص السورية دمرت تماما بسبب هجوم القوات الحكومية ومصير سكانها غير معروف.
وقالت اموس لتلفزيون رويترز بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق “الدمار هناك كبير.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في هذا الجزء من المدينة.”
ودفعت الازمة معاون وزير النفط للانشقاق ليصبح أرفع مسؤول مدني يتخلى عن الرئيس بشار الاسد منذ اندلاع الانتفاضة على حكمه. وقال عبده حسام الدين (58 عاما) الذي اعلن أمس انشقاقه عن حكومته انه يدرك ان خطوته هذه ستعرض أسرته للاضطهاد.
وقالت مجموعتان معارضتان إن أربعة ضباط كبار اخرين انشقوا على القوات المسلحة السورية وانضموا الى الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام على حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال الملازم خالد الحمود وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر ان الضباط هربوا خلال الايام الثلاثة الماضية الى معسكر للمنشقين على الجيش السوري في جنوب تركيا. وقال لرويترز بالتليفون من تركيا انه بانشقاق هؤلاء الضباط يرتفع الى سبعة عدد الضباط الذين يحملون رتبة العميد الذين انشقوا على الجيش.
والضباط السبعة هم أعلى الضباط رتبة الذين يتخلون عن الاسد.
وقال سكان إن قوات الأمن السورية أصابت ثلاثة أشخاص بجروح يوم أمس الخميس عندما أطلقت النار في دمشق على جنازة منشق عن الجيش تحولت الى مظاهرة احتجاج ضد الرئيس بشار الاسد.
وكانت الجنازة في حي المزة الذي يضم سفارات وعددا من المنشآت الامنية عندما تعرضت لاطلاق النار. وقال شاهد عرف نفسه باسم نادر “كنا 700 مشيع تقريبا. ما ان حملنا الجثمان في محيط المسجد وتوجهنا الى المقبرة حتى اطلق علينا رصاص حي.” واضاف قائلا “قوات الشرطة ضربت الناس بالعصي.”
وبدأت المظاهرات في دمشق تتزايد رغم نشر مزيد من القوات واستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وقالت مصادر بالمعارضة وسكان ان الاحتجاجات انطلقت بسبب التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية وأيضا الغضب من الهجمات العسكرية في مدينة حمص.
وفي اشارة أخرى على تصاعد الضغوط على سوريا تراجع سعر العملة المحلية الى مستوى مئة ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. وقال تجار في دمشق ان الليرة هبطت بنحو 13 بالمئة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية وسط مخاوف من تدخل عسكري أمريكي.
وفشل العالم في وقف صراع غير متكافيء بين المتظاهرين وأغلبهم من السنة ومقاتلين يحملون أسلحة خفيفة من ناحية وبين القوات المسلحة الضخمة التي يبلغ قوامها 300 الف جندي والشرطة السرية ومليليشيات موالية للاسد يطلق عليها الشبيحة.
وأعلنت تونس وتركيا لسوريا معارضتهما لاي تدخل من جانب أي قوة من خارج المنطقة وحذر عنان من المزيد من “عسكرة” الصراع.
وقال الرئيس التونسي منصف المرزوقي ان بلاده التي عرضت اللجوء السياسي على الاسد لانهاء اراقة الدماء مستعدة للمشاركة في قوة حفظ سلام عربية محتمل تشكيلها في سوريا.
وقال الرئيس التركي عبد الله جول “من غير المقبول أن يستمر أي نظام من خلال استخدام العنف… والدكتاتورية… قرار استخدام القوات المسلحة ضد الشعب جعل القضية تحظى باهتمام دولي.”
ونأت القوى الغربية بنفسها عن الحديث عن تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا لكن بعض المشرعين الامريكيين تساءلوا عن عدد السوريين الذين يتعين أن يقتلوا قبل ان تستخدم حكومة الرئيس باراك أوباما القوة.
ودافع وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن موقف بلاده الحذر خاصة في ظل الافتقار لاجماع دولي بشأن سوريا لكنه قال ان وزارة الدفاع (البنتاجون) راجعت الخيارات العسكرية الامريكية.
وقالت الامم المتحدة انها تعد امدادات غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا في اطار خطة طواريء عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الاساسية بعد نحو عام من الصراع.
وقال جون جينج من مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية امام المنتدى الانساني بشأن سوريا في جنيف “يجب فعل المزيد”.
وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه قام بتوزيع امدادات غذائية في سوريا من خلال منظمات اغاثة محلية لكنه لم يصل الى السكان في المناطق الاكثر تضررا من العنف.