أقلامهم

تركي العازمي : ينثرون غبارهم السياسي في أعين المستضعفين من العباد

 فائدة الغبار السياسي والقيادي !

د. تركي العازمي
الغبار الذي يجتاح البلاد له فائدة و«عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم» حيث جاء في مقدمة ابن خلدون إن الله يرسل الغبار فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتل الحشرات ولفظ الأمراض.. فسبحان الله العلي العظيم!
وعلى المستوى السياسي والقيادي، تظهر لنا فائدة الغبار الذي يؤثر في حسن الأداء السياسي والقيادي، والنواب بعد ان تعطلت مصالح البلد من الإضرابات وارتفعت الأسعار بشكل جنوني نجدهم ينثرون غبارهم السياسي في أعين المستضعفين من العباد بحثا عن العلاج!
من هنا نفهم من تأخر مساءلة النواب الحكومة أمر واحد لا ثاني له، وهو إنهم لا يتحركون وفق ما منحتهم الصفة النيابية كجهة رقابية على الأداء الحكومي وانشغلوا في الاجتماعات وتركوا الحكومة «تتكتك» في الساحة دون حسيب ورقيب مع العلم إن معظم الدول المجاورة رفعت الرواتب وفي الامارات اسقطت القروض ونحن نبحث عن مخرج!
هذه علاقة الغبار السياسي بالاضرابات وعلاقته الأخرى مرتبطة في مصالح بعض الكتل المنتمية لكتلة الغالبية، حيث أن البعض يحاول الضغط على بعض الوزراء لتعيين المحسوبين عليها في التغييرات التي يجهز لها بعض الوزراء وهو تدخل قد ينتج عنه تفكك الكتلة في القريب العاجل!
فإذا تكللت جهود البعض في النجاح وفرضت بعض الأسماء فسنرى الغبار القيادي في مؤسسات الدولة وبالتالي لن تكون هناك إصلاحات عادلة تعكس توقعات الشارع، فحدس تريد ممثلين لها والسلف كذلك وهو توجه مشابه للغالبية السابقة في مجلس أمة 2009!
هنا نرى بأن الغبار السياسي والقيادي لا يجلب لنا الفائدة بل الضرر على خلاف الغبار الذي يجتاح جو البلاد، والفرق إن الغبار والأتربة تتحرك بفعل رب الكون بشكل عادل لا يفرق بين الحشرات والأمراض فكلها يجلب الضرر على العباد، وسير الله عز شأنه الغبار والأتربة حماية للعباد والبلاد بينما معشر العباد من نواب وقياديين تحركهم المصالح: إنهم يتقاسمون «الكيكة» بغض النظر عن انتماءاتهم!
هذه مشكلتنا فلا مستوى قيادي سليم نسكن وفقه القياديين حسب الكفاءة وتكافؤ الفرص ولا رقابة سياسية تفرض المساءلة التي تعالج الأوضاع قبل وقوع الضرر على البلد والعباد!
المراد، يقول المولى عز شأنه «وقفوهم إنهم مسؤولون»… وبالتالي لن يكون هناك إصلاح من دون مساءلة كل مسؤول أخفق في عمله والمعطيات تبين لنا أن بعض المقصرين من قياديين يتم تكريمهم وبعض الكتل تفرض الأجندة الخاصة بها… وهذه المنهجية المتبعة هي السبب في استمرار الإضراب وسوء أداء بعض القياديين وارتفاع الأسعار… والله المستعان!