ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في عددها الصادر اليوم الخميس انه ربما حان الوقت للثوار السوريين للحصول على كلمة “نعم” كجواب من الرئيس السوري بشار الأسد “للانتقال المنظم للسلطة” تحت رعاية الأمم المتحدة، بدلا من حرب أهلية من شأنها جلب المزيد من الموت والدمار للمنطقة.
وأشار التقرير إلى انه بعد إعلان حكومة الأسد انها مستعدة لقبول خطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص كوفي عنان، وإعلان الموافقة عليها من قبل الصين وروسيا، برغم أنها تحوي نقاط ضعف كثيرة، لكنها قد تفتح الطريق نحو “الهبوط الآمن” في سوريا الذي سيزيل الأسد من دون تعكير صفو الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويضيف التقرير انه إذا ما نظرنا إلى الوراء في حرب العراق، كان واحدا من الأخطاء الأكثر ضررا بعد إسقاط صدام حسين، وتدمير بنية العراق دولة وجيشا ان أصبح العراق بدون مؤسسات، وسادت به الطائفة والقبيلة، وفقد تماسكه الاجتماعي.
من هنا ينبغي على الولايات المتحدة ألا ترتكب الخطأ نفسه في سوريا، مهما كانت جذابة نداءات المعارضة للحصول على أسلحة، لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل ونحن نعلم أنه يؤدي إلى نوع من الفوضى التي من الصعب جدا ضبطها، متابعا بالرغم من أن الجميع يعلم انحرافات الأسد” والحمقى التابعين له” في الحكومة السورية والجيش والمؤسسات التي تتجاوز الأسرة الحاكمة او طائفته العلوية أو البعثيين الفاسدين الذين اختطفوا سوريا منذ العام 1960.
“إنها لحظة من السياسة الواقعية”، يقول التقرير إن الغرب يحتاج إلى مساعدة روسيا في إزالة الأسد بدون حرب أهلية، وروسيا تحتاج إلى وسيط لتعزيز نفوذها في المستقبل بالعالم العربي. هذا هو المنطق العملي الذي قاد جهود كوفي عنان للسلام.
ويؤكد ان التغيير السياسي والمرحلة الانتقالية لا تأتي الى سوريا من دون إراقة دماء، وعلى مدى السنة الماضية، فقد كانت تراق من طرف واحد وهي المعارضة، ما يقارب عشرة آلاف من المدنيين ذبحوا على يد قوات الأسد، ولكن من الآن فصاعدا الأحداث ستأخذ منحى آخر، سيكون هناك تصفية حسابات وانتقام ضد الجماعات العلوية والمسيحية التي كانت موالية للنظام، حسب التقرير، الذي دعا أصدقاء سوريا الى انه يجب التفكير في طرق لمنع العمليات الانتقامية بعد رحيل الأسد على متن طائرة الى الدوحة أو موسكو، آملا ان يصل عنان الى الزعماء الدينيين في سوريا وحثهم على طمأنة الأقليات ان لا يتم ذبحهم او إلحاق الأذى بهم.
إذا، البديل لهذا الهبوط الناعم والآمن للدبلوماسية هو الحرب الذي سيحطم التنوع العرقي والديني في سوريا. كما يشير التقرير الذي يخلص الى سيناريو يعتبر انه من السهل أن نتصور الميليشيات السنية تسيطر على المدن الرئيسية مثل حمص وحماه وإدلب، في حين يتراجع العلويون إلى أجزاء من محافظة دمشق واللاذقية. ويبقى الأسد يدعى بسيادة الرئيس، لكنه يصبح أكثر بقليل من أمراء الحرب، مضيفا انه “لو استطاع ان يحصل على أسلحة كيميائية” سيكون السيناريو قاتما، ولا تستطيع القوة الجوية الغربية ان تفعل أي شيء حيال هذا.
وتنقل الواشنطن بوست عن مذكرات باتريك سيل، الصحفي البريطاني الذي تصفه على انه يعرف سوريا أفضل من أي كاتب غربي، ان الأسد الأب هجم بوحشية منذ 30 عاما على مدينة حماة، مما أدى إلى ارتكاب مجازر رهيبة ونهر من الدم يبعث على الخوف والاشمئزاز من دون أي رحمة او أي هدنة لمساعدة المدنيين، واليوم يمكننا فقط أن نصلي ان لا يسود هذا المنطق من أي جانب أتى .
أضف تعليق