أقلامهم

سامي النصف… بغداد 2012

بغداد الآسرة للإرهاب
 
سامي النصف
  
حضرت فعاليات القمة العربية 23 التي انعقدت في بغداد قبل أيام، وقد كان أحد أهم ما لفت أنظار المراقبين في تلك القمة حقيقة أن بغداد التي كانت أسيرة للإرهاب حتى سنوات قليلة، أصبحت آسرة للارهاب، وقد أخبرني قائد أمني عراقي بارز أن أحد قيادات التطرف التي قبض عليها قبل مدة قصيرة أخبرهم أن عدد أتباعه قد تقلص من 33 ألفا الى أقل من 2000 كما بدت هجرة معاكسة للإرهابيين من العراق إلى خارجه.
***
وقد لاقت زيارة صاحب السمو الأمير تقديرا واسعا لدى الشعب العراقي وساسته وإعلامييه ومفكريه ممن التقيناهم في المنتديات المختلفة هناك، مثمنين دعم سموه التاريخي منذ كان عميدا للديبلوماسية العربية لجهود المصالحة وتنقية الاجواء العربية ولعبه دور الاطفائي للحرائق التي تشتعل على الساحة العربية.. وما أكثرها!
***
وقد عكست تلك القمة التاريخية التغيير الجذري الذي حدث في العراق ما بين قمة «حرب» بغداد عام 90 والتي هدد وتوعد بها الطاغية صدام ضيوفه من القادة والمسؤولين العرب بكلمات كانت قمة في السفالة والانحطاط، وبين قمة «سلام» بغداد عام 2012 التي امتلأت برسائل حب ومودة تجاه الكويت وبقية الدول الخليجية والعربية.
***
وقد ابتعدت عن القمة الحالية بعض القيادات التأزيمية التي سقطت كالحال مع ليبيا، أو حرمت من المشاركة كالحال مع سورية، وقد اشتهرت تلك القيادات بالخطب الانشائية المطولة والتهريج كحال القذافي، والاهتمام بالمنشيتات الصحافية والاعلامية التي تدغدغ دون مضمون، وهو ما أدى في الماضي إلى خيبة أمل شعوبنا العربية في تلك القمم وقد استمعت الى كلمات بعض القيادات الجديدة وكانت بالقطع أفضل من تخرصات بعض القيادات الثورية الماضية.
***
كما اهتمت القمة التاريخية الحالية بقضايا لم تهتم بها القمم السابقة مثل كرامة المواطن العربي والاهتمام بالشباب وحقوق المرأة، وكان لافتا موقف العراق الذي عبر عنه وزير خارجيته والذي ذكر أنهم لم يعودوا يبحثون عن زعامة ويدفعون الأثمان الباهظة لتحقيقها كالحال ابان حكم صدام البغيض، وان قوة العراق باتت رافدا للخير لا داعما للشر، وقد تكرر الثناء العراقي وثناء الأمين العام للجامعة العربية ـ الذي هو أفضل قطعا من سابقه ـ على الدور الكويتي الداعم منذ قمة سرت لانعقاد القمة في بغداد، وهو ما تحقق وبنجاح كبير.
***
آخر محطة:
(1) الشكر المحلى بالشهد لسفير جمهورية العراق لدى الكويت الصديق د.محمد حسين بحر العلوم ولطاقم سفارته الكرام، وللسيد علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، وللدكتور تحسين الشخيلي وللأخت لينا جلال عمر مسؤولة اللجنة الإعلامية في وزارة الخارجية العراقية ومن معها ممن سهروا على راحتنا أنا ود.شفيق الغبرا وذللوا أمامنا كل العقبات.
(2) نرجو من بعض الساسة والإعلاميين في الكويت والعراق أن يحرصوا كل الحرص على دعم الجهد الرسمي لتنقية الاجواء بين البلدين وإنهاء القضايا العالقة، فلا مصلحة إلا لأعداء البلدين من بقاء العلاقات متوترة بينهما