أقلامهم

ابتسام العون: لا تلمني فأنت عنيف!…ايها الرجل ادعوك للمودة

لا تلمني.. فأنت عنيف!

ابتسام محمد العون
 
الأسرة هي الحضن الدافئ والملاذ الآمن وهي أخطر مؤسسة تربوية في المجتمع على اعتبار أنها المنشأ الأول لتعليم النشء القيم ومبادئ الحياة، وكلما تكونت الأسرة على أرضية صلبة من الحب والتفاهم كانت العلاقات وطيدة والأسرة متماسكة وبالتالي ينعم المجتمع بأسر مستقرة وأفراد صالحين أصحاء نفسيا وجسديا.
ومن المعاول التي تهدم الأسرة وتهز أركانها، العنف، فالعنف ظاهرة قديمة بقدم المجتمعات الإنسانية فالإنسان يرتبط بروابط اجتماعية في الوسط الذي يعيش فيه فيؤثر ويتأثر به إلا أن مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة، وتزايد ظاهرة العنف وانتشارها في العالم أصبح أمرا مثيرا للدهشة على المستوى المحلي والعالمي.
والعنف الأسري ـ حسبما تعرفه منظمة الصحة العالمية ـ هو «كل سلوك يصدر في إطار علاقة حميمة ويسبب أضرارا أو آلاما جسمية أو نفسية أو جنسية لاطراف تلك العلاقة»، ويتصور البعض أن العنف الأسري محصور في الضرب والمشاجرات ولكن هناك أشكال كثيرة فالشكل الأول هو العنف الجسدي كالضرب والحرق والخنق وتشغيل الأطفال في أعمال لا تتفق مع قدراتهم وغيرها وهناك التعنيف بالكلام كالصراخ والسب ومناداة الضحية بألفاظ مبتذلة والتهديد والتقليل من إنجازات الضحية وهناك العنف النفسي كعزل الضحية عن المجتمع والاعتذار بأعذار واهية لإنهاء العنف وكذلك إهمال احتياجات الضحية ومراقبة المكالمات الهاتفية ووسائل الاتصال الاجتماعية والسخرية واللوم، ولا يفوتنا استغلال الموارد والثروات كفتح حساب باسم الشخص والتصرف فيه دون علمه وتحطيم ممتلكات الغير أو استخدام السيارة دون اذنه وتزويج القاصرات، والنموذج الأخير هو الاستغلال الجنسي وهو الاتصال الجنسي الإجباري وباستخدام القوة بين البالغ والطفل، وللعنف أسباب عديدة منها الضغوط النفسية والإحباطات في الحياة اليومية نتيجة للحياة العصرية وتعرض الفرد للعنف خلال تنشئته الاجتماعية وتعاطي الكحول والمخدرات والأمراض النفسية والاجتماعية واضطراب العلاقة بين الزوجين والفقر وضعف الوازع الديني إلى جانب العادات والتقاليد التي تتطلب من الرجل قيادة أسرته بالقوة وذلك يعتبر من الرجولة إلى جانب العنف المنتشر في وسائل الاعلام والألعاب الإلكترونية.
وللعنف الأسري آثار ومظاهر ومنها التفكك الأسري والمجتمعي وقتل الإحساس بالأمان ونشأة الأمراض النفسية والسلوك الإجرامي والتأخر الدراسي وغيرها من المظاهر.
ولذلك لابد أن ينشط المجتمع في توعية الرجل بحسن التعامل مع المرأة والأسرة كمهارة مثل مهارة الإنصات والقيادة وذلك عن طريق المحاضرات والدورات وتعزيز الوازع الديني وإظهار الجانب المشرق للدين الإسلامي بتكريمه للمرأة وصيانته للأسرة ولابد من توعية المرأة والأبناء بحقوقهم وواجباتهم حسب الشرع والقانون وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية للأسر المتفشي بها العنف، وهناك علاجات كثيرة يطول الحديث فيها.
وفي الختام، أيها الرجل أدعوك الى حسن معاملتي وللمودة والاحترام فهي عندي أغلى من كنوز الأرض فالحياة بيننا شراكة ومناصفة، فلا حياة بدون المرأة فهي الأم والزوجة والأخت والبنت فارفق بي ولتكن خير شريك لي في هذه الحياة.