عربي وعالمي

تركيا تحتج رسمياً لدى سوريا لإسقاط طائرتها

أفادت مصادر دبلوماسية اليوم ،الأحد، أن تركيا قدمت مذكرة احتجاج رسمية إلى سوريا تتعلق بالطائرة التركية التى أسقطت أول أمس.


وقد نقلت الوكالات عن مستشار وزارة الخارجية التركى خالد تشويك قوله فى تصريح له، أن تركيا أطلعت ممثلى الدول العربية وحلف الناتو والاتحاد الأوروبى على المعلومات والبيانات المتعلقة بإسقاط طائرتها من قبل سوريا.


وكان بعض من سفراء الدول العربية وممثلون عن الناتو والاتحاد الأوروبى قد شاركوا فى اجتماع عقد بوزارة الخارجية التركية.. وقام تشويك خلاله بإطلاع المشاركين على معلومات تتعلق بالحادثة. كما تناولت المباحثات فعاليات البحث عن طاقم الطائرة والخطوات المتخذة فيما يتعلق بالحادثة.


وكانت الأوساط السياسية فى أنقرة تتجه إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء وعدم السماح للانجرار إلى تصريحات ومواقف استفزازية، والعمل على اتباع خطوات معتدلة وضبط النفس حتى انتهاء نتائج التحقيق الكامل بصدد تطورات إسقاط الطائرة الحربية “أ ف 4 “من قبل سوريا، والتى قالت السلطات التركية إنها كانت فى الأجواء الدولية.


وستنقل أنقرة التطور إلى الأوساط الدولية “الأمم المتحدة والناتو”، فى حال تأكدها أن سوريا تعمدت إسقاط الطائرة المقاتلة التابعة لقيادة القوات الجوية التركية. وأشارت مصادر إعلامية تركية إلى أن أنقرة رسمت خارطة طريقها بصدد رد الفعل تجاه تطور إسقاط الطائرة المقاتلة أف – 4 من قبل سوريا، وتتضمن الخارطة ثلاث مراحل تتمثل فى “مطالبة سوريا بتقديم الاعتذار الرسمى وتعويضات، ونقل التطور للأوساط الدولية لهدف تحريك المجتمع الدولى ضد سوريا، وبالتالى زيارة فرض الضغوط على إدارة بشار الأسد، ثم تشكيل صف داخلى موحد”.


فى هذا الصدد أجرى وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو اتصالات هاتفية مكثفة ليلة أمس مع نظرائه فى كل من الولايات المتحدة، انجلترا، فرنسا، روسيا، إيران، قطر، السعودية، الإمارات، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، والممثلة العليا للاتحاد لشؤون السياسية الخارجية والأمن، والأمين العام للأمم المتحدة لهدف تبادل الآراء حول تطورات إسقاط الطائرة التركية. كما ترأس أمس اجتماعا أمنيا موسعا باشتراك كل من نائب رئيس الأركان الجنرال خلوصى اكار، ورئيس جهاز المخابرات التركى هاكان فيدان، وممثلين عسكريين عن قيادة القوات البرية، الجوية والبحرية لمناقشة الموضوع، وبعد الاجتماع الأمنى عقد رئيس الوزراء طيب أردوغان لقاء ثنائيا مع وزير خارجيته داود أوغلو لتناول التطورات ونتائج الاجتماع الأمنى.


ووجه رئيس الوزراء طيب أردوغان دعوة لرؤوساء الأحزاب السياسية داخل البرلمان لعقد لقاءات ثنائية معهم فى مبنى رئاسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم لتقييم وتبادل الآراء حول سقوط الطائرة الحربية التركية، ورسم خارطة الطريق التى ستتبع ضد سوريا من بعد التوصل لمصير الطياريين الأتراك المفقودين التى لا تزال أعمال البحث مستمرة فى البحر المتوسط قبالة سواحل هطاى، لمحاولة العثور عليهم، وبتعاون بحرى تركى ـ سورى.


وأكد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم فاروق تشليك فى تصريحات لعدد من الصحفيين أن تركيا محقة فى الموضوع مئة بالمائة، وقال: إن هناك خارطة طريق واضحة وشاملة لتركيا، مضيفا “إن تركيا تعاملت حتى اليوم بالشأن السورى على أساس الشرعية والقانون، وإن إسقاط سوريا طائرتنا هو تطور لا يخصنا فحسب، وإنما يخص فى نفس الوقت المجتمع الدولى سوريا، الناتو، وتابع قائلاً، إن الموقف السورى يتناقض تماما مع جميع الأعراف والقوانين الدولية”.


من جهتها أدانت بريطانيا اليوم “الأحد” إسقاط النظام السورى لطائرة تركية أول أمس، موضحة أن النظام السورى لا يمكنه ارتكاب مثل هذه الجرائم دون حساب.


وأضاف وزير الخارجية وليام هيج فى تصريحات صحفية: “إنه تحدث مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أمس، حيث أخبره بأن الطائرة تم إسقاطها دون إطلاق أى من طلقات التحذير”.


وأشار إلى أن مثل هذا العمل يوضح السلوك غير المقبول للنظام السورى، موضحا إدانته لمثل هذا التصرف.


وقال “أعبر عن خالص التعازى لعائلات وأصدقاء الطيارين المفقودين. “وأوضح أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد يجب أن لا يعتقد خطأ أنه يستطيع أن يمر بهذه الجرائم دون عقاب، وأنه سيتم تقديمه للمحاسبة على هذا السلوك، موضحاً أن المملكة المتحدة تقف على استعداد للمضى قدما فى الإجراءات فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.


وأضاف “أعتقد أن هذا العمل المؤسف يشير إلى أهمية المضى قدما نحو قرار من مجلس الأمن حول الأزمة السورية، من أجل الوصول إلى نهاية لأعمال العنف، وتحقيق الانتقال السياسى، كما ندعم المهمة التى يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية فى هذا الصدد”.