سبر القوافي

المسؤول غير مسؤول !

إهداء /
هذه السطور لكل مسؤول عربي يجلس في مكتبه الفخم, التي تعادل تكاليفه أضعاف سعر سيارة محتاج تعلوا ملامح وجهه البؤس والفقر المدقع.


هذه السطور لكل مسؤول عربي لا يحمل همّ مواطن ولا يبالي بتلك الطلبات التي أكاد أن أجزم بأن متابعة سوق الأسهم أهم منها بالنسبة له وهو لم يقرأ منها سطرًا .. كم هو مثير للعجب!
هذه السطور لكل مسؤول  ( شريف وأمين ) وإلى ما هو عكس ما بين الأقواس الماضية, لعل الجميع يخافون الله أكثر في مسؤوليتهم وأمانتهم.
 
صور لا أكثر..
صورة القهوجي الشخصية : أي صورة!
صورة الموظف الشخصية : بسيطة وعفوية..
صورة المسؤول الشخصية : متكلف على نفسه ومضيع وقته من أجل صورة, عندما ترى صورته تشعر بأنه جعل المصور يعيدها 10 مرات لكي يعجب فيها فيقبل بها هو نفسه!
 
موقف واقعي : بمكالمة هاتفية جمعتني مع أحد المعجبين بما أكتبه وبشخصي المتواضع والسمح, قال لي : إن شاء الله تصبح وزير يا فيصل وأنا الذي لم أتوظف إلى الآن, رديت عليه دون تفكير : أصلاً لو طرح علي هذا المنصب لرفضته, رد مقاطعًا : ليش؟


أجبت : لأنني لا أرى نفسي على قدر هذه المسؤولية, ولا داعي للمفاخرة بالأقوال والمناصب دون الأفعال أو قبول المنصب بهدف المال فقط, وأخاف من أسئلة في دار كل مسلم عاقل بالغ لا يجهلها, وليت لدي المقدرة على الاستماع لكل الطلبات والمشاكل وأمرها صعب لكنها هيّنة على من يريدها بصدق ويرغبها بعمق.
 
في بلاد العرب, يأتي المسؤول مرتفع الخشم متنحنح والجميع يدرك ما هي النحنحة ومنها أنواع ربما أذكرها في موضوع آخر أكثر جمالاً من هذا وأوسع أيضًا, كل ما مضى يفعلها أمام من يقدم إليه شكواه أو طلبه وبعدها يذهب إلى مكتبه ليقلّب القنوات ويقضم الحَب والحُب معًا غير مكترث بكمية الأوراق على الطاولة التي إن رأيتها لقلت أنها مجسم لبرج ورقي!


ولا بتلك الأصوات التي تصرخ وتأنّ من الألم خلف الباب, وغيره على شاكلته وأشد قسوة لا ينفذ ما يطلبه الأكبر منه وما أكثر المشاريع المتعثرة في بلادي حين تعدّها ولكنّها في الإنجاز منها قليلُ.
 
إلى / صديقي جون
من دون مقدمة حتمًا سترى العجب العجاب عندنا معشر العرب يا صديقي الغربي والحمد لله فوق العين نقطة إلا وكنت قد صففت معنا في طابور لا ينتهي , والأكثر غرابة هو أن المسؤول لا يعاقب ولا يوقف من عمله إلا بعدما يضمن حياته المتبقية دون تسلّق أكتاف الآخرين, هكذا هو الظلم والفساد يأتيك جليًا وأنت المظلوم تمارس الوجل خفية سرًا وعلانية, ولا تسألون عن المطر حين يتأخر أو عندما لا يأتي على المنطقة, عندكم يا جون والله العظيم شاهدت وزير بشحمه ولحمه يذهب إلى عمله بواسطة دراجة, لا تستطيع أن تظن بأنه وزير عندما تراه يقود ولكن كم هو جميل عندما يجتمع التواضع مع الأمانة في شخص واحد.. بل ما أجمله!


 المسؤول لزامًا عليه أن يكون مسؤول عن المهام المناط بها ولا يكون كلوحة معلقة في المنزل لا تعطي إلا منظرًا وربما لا يكون لافت أو مغري للنظر, أيها المسؤول إذا كنت تعمل من أجل المرتب والشهرة فلتخرج من باب مكتبة بتأشيرة خروج بلا عودة أو تخاف الله وتصلح بالمستقبل ما فات وقضي أمره, وأنا أعلم بأن لا أحد حولك لكي يراقبك, فلتفعل ما تشاء غير مبالي ولكن لنا موعد يوم القيامة, وستحاسب على كل صغيرة وكبيرة, اكتشفت في الحياة أن بعض المسؤولين لا يستحقون الكرسي الذي يجلسون عليه بل يسحقون أفضل من هذا المنصب, والكرسي المطلي بالذهب هو من نصيب أولئك الذين يسارعون إلى رضا الله عبر بوابة خوف الناس فيه.
 
ثم إنني مسؤول عن كل كلمة كتبتها فيما سبق.
 
FK1414@